جميعهم أزواجا منبثات فى معظم القرى الكبيرة. ولحسين كاشف أربعون ولد تقريبا ، عشرون منهم تزوجوا بهذه الطريقة.
ولا يحرث سكان وادى النيل من الشلال الأول إلى حدود دنقلة حقولهم بعد انحسار مياه الفيضان كما يفعل أهل مصر. لأن المياه بعد الشلال لا ترتفع إلى علو يغمر الوادى. وفى الجهات القليلة التى تبلغ الأرض الزراعية فيها بعض الاتساع ـ كما هو الحال فى قستمنة وقرشة ووادى حلفا الخ .. شقت قنوات تحمل الماء إلى الحقول المجاورة للجبل. ولكن الماء فى هذه القنوات لا يبلغ ما يبلغه ماء القنوات فى مصر من ارتفاع يتيح رى الأراضى الواطئة المجاورة للتلال. لذلك كان الرى فى النوبه يقوم كله على السواقى والنواعير. فما إن يهبط منسوب الماء فى النهر حتى تروى الحقول بالسواقى. وتزرع الزرعة الأولى ذرة ، وتحصد فى ديسمبر ويناير. ثم تروى الأرض ثانية وتزرع شعيرا. وقد تزرع الأرض بعد حصاده مرة ثالثة محصولا صيفيا. ويباع الشعير بالذرة ، أو يؤكل فريكا مسلوقا. ويصيب المحصول أذى بالغ من أسراب العصافير الدورية التى تغير عليه أفواجا لا تقوى على دفعها جهود صبيان القرى مجتمعة. ومن الآفات الزراعية دودة صغيرة تتسلق ساق النبات ، وكثيرا ما تفتك بمحصول الذرة والشعير فى حقول بأسرها. وزراعة التبغ منتشرة فى أنحاء النوبة وهو يحتفظ بلونه الأخضر حين يجف ، ويشبه تماما تبغ الجبال الواقعة إلى الشرق من البحر الميت. وهو أهم ترف يستمتع به الناس هنا من شتى الطبقات ، وهم إما يدخنونه أو يستحلبونه ، مخلوطا بالنطرون ، بين اللثة السفلى والشفة.
وبيوت النوبيين من اللبن أو الحجارة. وقد قلت إن البيوت الحجرية تقوم عادة على سفوح التلال ، وهى تتألف من بنائين مستديرين منفصلين ، أحدهما للرجال والآخر للحريم. وبيوت اللبن منخفضه حتى ليشق على المرء أن يقف فيها بقامته منتصبة. ويسقف السقف بسيقان الذرة التى تبقى حتى تأتى عليها الماشية ، وعندئذ يوضع بدلها جريد النخل. ومنازل الدر ، وبيوت الأثرياء من سكان القرى الكبيرة ، حسنة البناء ، فلها حوش كبير فى وسطها تحيط به الحجرات من حوله ، وبين حجرات الرجال والحريم فاصل. أما الأوانى والأدوات التى