تستعمل فى بيوت النوبيين فهى نحو ست قدور من الفخار الخشن ، قطر الواحدة منها قدم أو قدمان وارتفاعها خمس أقدام ، يحفظ فيها زاد الأسرة وطعامها كله. ثم يضع صحاف من الفخار ، وطاحونة يد ، وبلطة صغيرة ، وعصىّ مستديرة يمدّ عليها النول.
ويلبس الأهالى شمال الدر جلبابا من الكتان لا أكثر ، ولونه أزرق عند سراتهم ، أو الزعبوط الصوفى الذى يرتديه أهل الصعيد. أما لباس الرأس فطاقية من القماش بيضاء صغيرة يلفون عليها أحيانا خرقا تعطيها شكل العمامة. وأولادهم وبناتهم عراة ، وتلتف النسوة بقطع من القماش أو برد صوفية سوداء ، ويلبسن أقراطا وأساور من زجاج ، وفقراؤهن يصنعن أساورهن من السعف. أما شعورهن فيرسلنها غدائر فوق أعناقهن ، ويلبسن على رءوسهن من الخلف شراريب قصيرة مزركشة من الزجاج أو الحجر تقوم مقام الحلية والتميمة معا. ونساء الأعيان يتحلين بالخلاخيل من النحاس أو الفضة. وإلى الجنوب من الدر ، ولا سيما فى سكوت والمحس ، يمشى الرجال عراة إلا من وزرة تستر العورة ، هى شبيهة بما يرى على جدران المعابد المصرية. ولأهل المحس شعور كثة ولكنها ليست صوفية القوام. ويلبس جميع الشبان قرطا واحدا فى الأذن اليمنى فقط ، أما الرجال فيحملون فى أعناقهم مسبحة لا تفارقهم. كذلك يربطون على إحدى الذراعين فوق المرفق عددا من التمائم يكسوها جلد عرضه ثلاث بوصات أو أربع ، وهى أحجبة وأدعية يبيعها إياهم الفقراء.
وقلما يعطل النوبيون من السلاح. فما إن يشب الغلام عن الطوق حتى يغدو همه الأول شراء مدية معقوفة صغيرة يلبسها الرجال مشدودة إلى المرفق الأيسر تحت ثيابهم ، ويستلونها فى أتفه المشاجرات. وإذا انتقل نوبى من قرية لأخرى حمل معه إما «نبّوته» المكسو طرفه بالحديد ، أو رمحه ودرقته. وطول الرمح خمس أقدام بما فيها سنّه الحديدى ، أما الدرق فتتفاوت أحجامها ، فمنها المستدير ذو السرة فى وسطه ، ومنها ما يشبه الدروع المقدونية القديمة ، فهو مستطيل يبلغ طوله أربع أقدام ، وله طرفان مقوسان يكادان يغطيان البدن كله. وتصنع هذه