بعد أن سرنا إحدى عشرة ساعة فى يومنا هذا. وأشباه هذه الجزيرة يهجرها الناس إبان الفيضان.
٢٢ مارس ـ عدنا إلى البر سيرا فوق الرمال التى تتخلف عند انحسار الماء ، ومررنا بقرية بلانة. وبعد ساعة ونصف ارتقينا جبلا رمليا قائم المنحدر. والنهر فى هذه البقعة يكتنفه الجبلان على ضفتيه. وفى الشرق وادى فويق ، ويسمى الجبل الغربى إبسمبل [أبو سمبل] ، ولعلها كلمة يونانية مقطعها الأخير «بل» تحوير لكلمةPolis أى مدينة. وحين أدركنا قمة الجبل تركت دليلى بالبعيرين وهبطت شقا قائما مفعما بالرمال ، لأتطلع إلى معبد أبو سمبل الذى طالما سمعت بأوصافه الرائعة. وليس هناك درب يسلكه اليوم قصاد هذا المعبد الذى يقوم فوق ضفة النهر تماما ، ولعل تغيرا طرأ على مجرى النهر ، ولعله كان هناك درب قديم محاذ للنهر يسلكه الراغبون فى الوصول إليه. ويرتفع المعبد نحو عشرين قدما فوق سطح الماء ، وهو منحوت بأكمله فى حائط الجبل الوعر ومحتفظ بروائه تمام الاحتفاظ. وأمام المدخل ستة تماثيل ضخمة لشبان واقفين ، على كل جانب ثلاثة ، وهى موضوعة فى كوى ضيقة وجهتها النهر ، وكلها من حجم واحد ، وترى التمثال منها يقدم رجلا على رجل ، وبصحبتها تماثيل صغيرة سيأتى وصفها. وارتفاع التمثال من الأرض إلى الركبة ست أقدام ونصف ، وهى على الترتيب كما يلى :
(١) أوزيريس الشاب ، وله لحية صغيرة وعلى رأسه تاج وعلى كل جانب منه تمثال صغير قائم ارتفاعه زهاء أربع أقدام (٢) إيزيس تحمل بين ذراعيها هورس ، وعلى كل جانب من جانبيها تمثال صغير أيضا. وعلى وجه إيزيس ـ برغم خشونة الصنعة ـ سيماء الجلال والسماحة (٣) شاب يلبس على رأسه اللبدة العالية المعروفة ، وقد تدلت ذراعاه ، وعلى جانبيه تمثالان صغيران كالتماثيل السابقة. هذه التماثيل كلها تقوم على أحد جانبى الباب ، أما على الجانب الآخر فثمة (٤) تمثال للشاب نفسه (٥) تمثال لإيزيس وعلى رأسها القرص تحيط به الحيتان (٦) تمثال