ثالث للشاب ذاته. وكل تمثال من هذه المجموعة يرافقه أيضا تمثالان صغيران. وبعض التماثيل الصغيرة على هذا الجانب من الباب يختلف عن سائرها ، إذ ترى شعر رؤوسها ينسدل من اليمين فى خصلة كثيفة على الكتف اليمينى ، فى حين ترى شعر الجانب الأيسر محلوقا. وتملأ النقوش الهيروغليقية الفراغ المتخلف بين كوى التماثيل الكبيرة. وللمعبد باب صغير يؤدى إلى بهو الأعمدة الذى تسنده ست أعمدة مربعة ، مربع كل منها أقدام ثلاث ، وطول البهو ثلاث عشرة خطوة وعرضه سبع. وتمثل تيجان الأعمدة رءوس إيزيس كما ترى فى أعمدة معبد دندرة ، إلا أن الحفر هنا أعمق ، وأسلوبها شبيه بأسلوب النقوش التى على جدران المعبد. وحلية هذه الرءوس على شكل معبد ، وينسدل الشعر فى غديرتين كثيفتين ، وهو فى هذا أيضا يختلف عن رؤوس معبد دندرة. وتدخل من البهو إلى الهيكل الضيق من باب كبير وبابين صغيرين. وعمق الهيكل لا يتجاوز خطوات ثلاث ، وعلى كل جانب منه حجرة مظلمة. أما قدس الأقداس فمربعه سبع أقدام ، وعلى الجدار الخلفى بقايا تمثال منحوت من الصخر ، وفى الأرض مقبرة عميقة. وجدران الحجرات الثلاث تكسوها النقوش الهيروغليفية والرسوم المقدسة التى تراها عادة فى المعابد المصرية. ويلوح أن رسوم الأشخاص كانت كلها مدهونة بالأصفر فيما عدا شعر رؤوسها ، فهو يبدو فى كثير منها أسود ، أما شعر إيزيس فقد وخطه الشيب ، ومن المناظر المتكررة منظر القرابين من اللوتس وسعف الدوم تقدم إلى أوزيريس ، وكذلك المنظر الذى تراه على جميع المعابد النوبية ، أعنى برياريوس ومن فوقه يد قاهره ، وهو هنا أيضا آدمى الوجه ، ويلوح أن معبد أبو سمبل كان المثال الذى على غراره بنى معبد الدر ، وهو فى رأيى أقدم منه كثيرا. ولا شك فى أنه كان مكرسا لعبادة إيزيس ، وينبىء أسلوب نقوشه بعراقته فى القدم. وعلى خطوات إلى الشمال من المدخل ترى على الصخرة القائمة فوقه رسما غائرا لأوزيريس جالسا ، وقد جثا أمامه أحد عباده رافعا ذراعيه أمام الإله ، وتحيط النقوش الهيروغليقيه بالعابد والمعبود. وقد قيل لى بعد ذلك فى الدر إن علي شاطىء النهر قرب المعبد تمثالا لرجل يزيد قليلا على الحجم الطبيعى ، وقد حمل تحت إبطه مكيال القمح المصرى ، وإن التمثال يغمره الماء تماما زمن الفيضان.