التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٣٧) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٣٩)
أزل : من الزلل ، وهو عثور القدم. يقال : زلت قدمه ، وزلت به النعل. والزلل في الرأي والنظر مجاز ، وأزال : من الزوال ، وأصله التنحية. والهمزة في كلا الفعلين للتعدية. الهبوط : هو النزول ، مصدر هبط ، ومضارعه يهبط ويهبط بكسر الباء وضمها ، والهبوط بالفتح : موضع النزول. وقال المفضل : الهبوط : الخروج عن البلدة ، وهو أيضا الدخول فيها من الأضداد ، ويقال في انحطاط المنزلة مجازا ، ولهذا قال الفراء : الهبوط : الذل ، قال لبيد :
إن يقنطوا يهبطوا يوما وإن أمروا
بعض : أصله مصدر بعض يبعض بعضا ، أي قطع ، ويطلق على الجزء ، ويقابله كل ، وهما معرفتان لصدور الحال منهما في فصيح الكلام ، قالوا : مررت ببعض قائما ، وبكل جالسا ، وينوي فيهما الإضافة ، فلذلك لا تدخل عليهما الألف واللام ، ولذلك خطئوا أبا القاسم الزجاجي في قوله : ويبدل البعض من الكل ، ويعود الضمير على بعض ، إذا أريد به جمع مفردا ومجموعا. وكذلك الخبر والحال والوصف يجوز إفراده إذ ذاك وجمعه. العدو : من العداوة ، وهي مجاوزة الحدّ ، يقال : عدا فلان طوره إذا جاوزه ، وقيل : العداوة ، التباعد بالقلوب من عدوى الجبل ، وهما طرفاه ، سميا بذلك لبعد ما بينهما ، وقيل : من عدا : أي ظلم ، وكلها متقاربة في المعنى. والعدو يكون للواحد والاثنين والجمع ، والمذكر والمؤنث ، وقد جمع فقيل : أعداء ، وقد أنث فقالوا : غدوة ، ومنه : أي عدوات أنفسهن. وقال الفراء : قالت العرب للمرأة : عدوة الله ، وطرح بعضهم الهاء. المستقر : مستفعل من القرار ، وهو اللبث والإقامة ، ويكون مصدرا وزمانا ومكانا لأنه من فعل زائد على ثلاثة أحرف ، فيكون لما ذكر بصورة المفعول ، ولذلك سميت الأرض : القرارة ، قال الشاعر :
جادت عليه كل عين ثرّة |
|
فتركن كل قرارة كالدرهم |
واستفعل فيه : بمعنى فعل استقر وقرّ بمعنى. المتاع : البلغة ، وهو مأخوذ من متع