طَيِّباتِكُمْ) (١) ، والإنكار أن يدنيه لمن قال جاء زيد ، وتعاقب حرف القسم الله لأفعلن. الإنذار : الإعلام مع التخويف في مدة تسع التحفظ من المخوف ، وإن لم تسع سمي إعلاما وإشعارا وإخبارا ، ويتعدى إلى اثنين : (إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً) (٢) ، (فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً) (٣) ، والهمزة فيه للتعدية ، يقال : نذر القوم إذا علموا بالعدو. وأم حرف عطف ، فإذا عادل الهمزة وجاء بعده مفردا أو جملة في معنى المفرد سميت أم متصلة ، وإذا انخرم هذان الشرطان أو أحدهما سميت منفصلة ، وتقرير هذا في النحو ، ولا تزاد خلافا لأبي زيد. لم حرف نفي معناه النفي وهو مما يختص بالمضارع ، اللفظ الماضي معنى ، فعمل فيه ما يخصه ، وهو الجزم ، وله أحكام ذكرت في النحو.
(خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) الختم : الوسم بطابع أو غيره مما يوسم به. القلب : مصدر قلب ، والقلب : اللحمة الصنوبرية المعروفة سميت بالمصدر ، وكنى به في القرآن وغيره عن العقل ، وأطلق أيضا على لب كل شيء وخالصه. السمع : مصدر سمع سمعا وسماعا وكنى به في بعض المواضع عن الأذن. البصر : نور العين ، وهو ما تدرك به المرئيات. الغشاوة : الغطاء ، غشاه أي غطاه ، وتصحح الواو لأن الكلمة بنيت على تاء التأنيث ، كما صححوا اشتقاقه ، قال أبو علي الفارسي : لم أسمع من الغشاوة فعلا متصرفا بالواو ، وإذا لم يوجد ذلك كان معناها معنى ما اللام منه الياء ، غشي يغشى بدلالة قولهم : الغشيان والغشاوة من غشي ، كالجباوة من جبيت في أن الواو كأنها بدل من الياء إذا لم يصرف منه فعل ، كما لم يصرف من الجباوة ، انتهى كلامه. العذاب : أصله الاستمرار ، ثم اتسع فيه فسمي به كل استمرار ألم ، واشتقوا منه فقالوا : عذبته ، أي داومت عليه الألم ، وقد جعل الناس بينه وبين العذب : الذي هو الماء الحلو ، وبين عذب الفرس : استمر عطشه ، قدرا مشتركا وهو الاستمرار ، وإن اختلف متعلق الاستمرار. وقال الخليل : أصله المنع ، يقال عذب الفرس : امتنع من العلف. عظيم : اسم فاعل من عظم غير مذهوب به مذهب الزمان ، وفعيل اسم ، وصفة الاسم مفرد نحو : قميص ، وجمع نحو : كليب ، ومعنى نحو : صهيل ، والصفة مفرد فعله كقرى ، وفعله كسرى ، واسم فاعل من فعل ككريم ، وللمبالغة من فاعل كعليم ، وبمعنى أفعل كشميط ، وبمعنى مفعول كجريح ، ومفعل كسميع وأليم ، وتفعل كوكيد ،
__________________
(١) سورة الأحقاف : ٤٦ / ٢٠.
(٢) سورة النبأ : ٧٨ / ٤٠.
(٣) سورة فصلت : ٤١ / ١٣.