وقرأ أبيّ ، وابن عباس ، وعبيد بن عمير : والصلاة الوسطى ، صلاة العصر ، على البدل.
الثاني : أنها الفجر ، روي ذلك عن عمر ، وعلي في رواية ، وأبي موسى ومعاذ ، وجابر ، وأبي أمامة ، وابن عمر. في رواية مجاهد ، وأنس ، وجابر بن زيد ، وعطاء ، وعكرمة ، وطاووس في رواية ابنه ، ومجاهد ، وعبد الله بن شدّاد ، ومالك ، والشافعي في قول : وقد قال أبو العالية : صليت مع أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم الغداة ، فقلت لهم : أيما الصلاة الوسطى؟ فقالوا : التي صليت قبل. ورووا عن أبي رجاء العطاردي قال : صلى بنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلاة الغداة ، فقنت فيها قبل الركوع ، ورفع يديه ، فلما فرع قال : هذه الصلاة الوسطى التي أمرنا بها أن نقوم فيها قانتين.
الثالث : أنها الظهر ، روي ذلك عن ابن عمر ، وزيد ، وأسامة ، وأبي سعيد ، وعائشة. وفي رواية قالوا : وروى زيد بن ثابت أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يصلي الهاجرة والناس في هاجرتهم ، فلم يجتمع إليه أحد فتكلم في ذلك. فانزل الله تعالى : (وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) يريد الظهر ، وقد روي أنه لا يكون وراءه إلّا الصف والصفان ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لقد هممت أحرق على قوم لا يشهدون الصلاة بيوتهم» فنزلت هذه الآية : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى).
الرابع : أنها المغرب ، روي ذلك عن ابن عباس ، وقبيصة بن ذؤيب.
الخامس : أنها العشاء الآخرة ، ذكره علي بن أحمد النيسابوري في تفسيره ، وحكاه أبو عمر بن عبد البر عن فرقة.
السادس : أنها الصلوات الخمس ، قاله معاذ بن جبل.
السابع : أنها احدى الصلوات الخمس ، لا بعينها. وبه قال : سعيد بن المسيب ، وأبو بكر الوراق ، وأخفاها ليحافظ على الصلوات كلها ، كما أخفى ليلة القدر في ليالي شهر رمضان ، واسم الله الأعظم في سائر الأسماء ، وساعة الإجابة في يوم الجمعة ، وقد رواه نافع عن ابن عمر ، وقاله الربيع بن خيثم ، وقد روي أنه نزلت : والصلاة الوسطى ، صلاة العصر ، ثم نسخت فنزلت : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) فيلزم من هذا نسخ تعيينها ، وأبهمت بعد أن عينت. قال القرطبي المفسر : وهو الصحيح إن شاء الله لتعارض الأدلة وعدم الترجيح ، فلم يبق إلّا المحافظة على جميعها وأدائها.