الحجارة السود. وقيل : البيض. وقيل : البيض الصلبة. والصفا والمروة في الآية : علمان لجبلين معروفين ، والألف واللام لزمتا فيهما للغلبة ، كهما في البيت : للكعبة ، والنجم : للثريا ، الشعائر : جمع شعيرة أو شعارة. قال الهروي : سمعت الأزهري يقول : هي العلائم التي ندب الله إليها ، وأمر بالقيام بها. وقال الزجاج : كل ما كان من موقف ومشهد ومسعى ومذبح. وقد تقدّمت لنا هذه المادة ، أعني مادة شعر ، أي أدرك وعلم. وتقول العرب : بيتنا شعار : أي علامة ، ومنه أشعار الهدى. الحج : القصد مرة بعد أخرى. قال الراجز :
لراهب يحج بيت المقدس |
|
في منقل وبرجد وبرنس |
والاعتمار : الزيارة. وقيل : القصد ، ثم صار الحج والعمرة علمين لقصد البيت وزيارته للنسكين المعروفين ، وهما في المعاني : كالبيت والنجم في الأعيان. وقد تقدّمت هاتان المادّتان في يحاجوكم وفي يعمر. الجناح : الميل إلى المأثم ، ثم أطلق على الإثم. يقال : جنح إلى كذا جنوحا : مال ، ومنه جنح الليل : ميله بظلمته ، وجناح الطائر. تطوّع : تفعل من الطوع ، وهو الانقياد. الليل : قيل هو اسم جنس ، مثل : تمرة وتمر ، والصحيح أنه مفرد ، ولا يحفظ جمعا لليل ، وأخطأ من ظنّ أن الليالي جمع الليل ، بل الليالي جمع ليلة ، وهو جمع غريب ، ونظيره : كيكه والكياكي ، والكيكة : البيضة ، كأنهم توهموا أنهما ليلاه وكيكاه ، ويدل على هذا التوهم قولهم في تصغير ليلة : لييلية ، وقد صرحوا بليلاه في الشعر ، قال الشاعر :
في كل يوم وبكل ليلاة
على أنه يحتمل أن تكون هذه الألف إشباعا نحو :
أعوذ بالله من العقراب
وقال ابن فارس : بعض الطير يسمى ليلا ، ويقال : إنه ولد الحبارى. وأما النهار : فجمعه نهر وأنهرة ، كقذل وأقذلة ، وهما جمعان مقيسان فيه. وقيل : النهار مفرد لا يجمع لأنه بمنزلة المصدر ، كقولك : الضياء يقع على القليل والكثير ، وليس بصحيح. قال الشاعر :
لولا الثريدان هلكنا بالضمر |
|
ثريد ليل وثريد بالنهر |
ويقال : رجل نهر ، إذا كان يعمل في النهار ، وفيه معنى النسب. قالوا : والنهار من