قولهم : أحست وأحسن يريدون : أحسست ، وأحسسن ، وكذلك يفعل بكل بناء تبنى لام الفعل فيه على السكون ولا تصل إليه الحركة ، فإذا قلت لم أحس لم تحذف.
الحواري : صفوة الرجل وخاصته. ومنه قيل : الحضريات الحواريات لخلوص ألوانهنّ ونظافتهنّ. قال أبو جلدة اليشكري :
فقل للحواريات يبكين غيرنا |
|
ولا تبكنا إلا الكلاب النوابح |
ومثله في الوزن : الحوالي ، للكثير الحيل ، وليست الياء فيهما للنسب ، وهو مشتق من : الحور ، وهو البياض. حورت الثوب بيضته.
المكر : الخداع والخبث وأصله الستر ، يقال : مكر الليل إذا أظلم واشتقاقه من المكر ، وهو شجر ملتف ، فكان الممكور به يلتف به المكر ، ويشتمل عليه ، ويقال : امرأة ممكورة إذا كانت ملتفة الخلق. والمكر : ضرب من النبات.
تعالى : تفاعل من العلو ، وهو فعل ، لاتصال الضمائر المرفوعة به ، ومعناه : استدعاء المدعوّ من مكانه إلى مكان داعيه ، وهي كلمة قصد بها أولا تحسين الأدب مع المدعو ، ثم اطردت حتى يقولها الإنسان لعدّوه ولبهيمته ونحو ذلك.
الابتهال : قوله بهلة الله على الكاذب ، والبهلة بالفتح والضم : اللعنة ، ويقال بهله الله : لعنه وأبعده ، من قولك أبهله إذا أهمله ، وناقة باهلة لا ضرار عليها ، وأصل الابتهال هذا ، ثم استعمل في كل دعاء يجتهد فيه ، وإن لم يكن التعانا. وقال لبيد :
من قروم سادة من قومهم |
|
نظر الدهر إليهم فابتهل |
(فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ) تقدّم ترتيب هذه الجملة على ما قبلها من الكلام ، وهل الحذف بعد قوله (صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) (١) أو بعد قوله : (وَرَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ) (٢) وذلك عند تفسير (وَرَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ) (٣).
قال مقاتل : أحس ، هنا رأى من رؤية العين أو القلب وقال الفراء : أحسّ وجد. وقال أبو عبيدة : عرف. وقيل : علم. وقيل : خاف.
والكفر : هنا جحود نبوّته وإنكار معجزاته ، و : منهم ، متعلق بأحس. قيل : ويجوز أن يكون حالا من الكفر.
__________________
(١) سورة آل عمران : ٣ / ٥١.
(٣ ـ ٢) سورة آل عمران : ٣ / ٤٩.