صُدُوداً (٦١) فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ إِحْساناً وَتَوْفِيقاً (٦٢) أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (٦٣)
الزعم : قول يقترن به الاعتقاد الظني. وهو بضم الزاي وفتحها وكسرها. قال الشاعر وهو أبو ذؤيب الهذلي :
فإن تزعميني كنت أجهل فيكم |
|
فإني شريت الحلم بعدك بالجهل |
وقال ابن دريد : أكثر ما يقع على الباطل. وقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «مطية الرجل زعموا».
وقال الأعشى :
ونبئت قيسا ولم أبله |
|
كما زعموا خير أهل اليمن |
فقال الممدوح وما هو إلا الزعم وحرمه. وإذا قال سيبويه : زعم الخليل ، فإنما يستعملها فيما انفرد الخليل به ، وكان أقوى. وذكر صاحب العين : أنّ الأحسن في زعم أن توقع على أن قال ، قال. وقد توقع في الشعر على الاسم. وأنشد بيت أبي ذؤيب هذا وقول الآخر :
زعمتني شيخا ولست بشيخ |
|
إنما الشيخ من يدب دبيبا |
ويقال : زعم بمعنى كفل ، وبمعنى رأس ، فيتعدى إلى مفعول واحد مرة ، وبحرف جر أخرى. ويقال : زعمت الشاة أي سمنت ، وبمعنى هزلت ، ولا يتعدى. التوفيق : مصدر وفق ، والوفاق والوفق ضد المخالفة.
(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) سبب نزولها فيما رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وقاله : مجاهد والزهري وابن جريج ومقاتل ما ذكروا في قصة مطولة مضمونها : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخذ مفتاح الكعبة من سادنيها عثمان بن طلحة ، وابن عمه شيبة بن عثمان بعد تأب من عثمان ولم يكن أسلم ، فسأل العباس الرسول صلىاللهعليهوسلم أن يجمع له بين السقاية والسدانة ، فنزلت. فرد المفتاح إليهما وأسلم عثمان. وقال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلا ظالم». وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس ، وقاله : زيد بن أسلم ، ومكحول ، واختاره أبو