الوادي ، طويل أهلب ، لم ير مثله ، أوثق خلقا ، فنزاها ، وبادر ليطرده عنها ، وكره عقاقها (١) وهو في سفر ، فلم يلحقه حتى نزل عنها ، وقد اشتملت على الأشقر.
وقدم ابن ناعمة على الناس بالشام ، فأقام معهم في محاربة الروم حتى وضعت فرسه الأشقر في يوم هزيمتهم ، وهو في الطلب ، فلم يزل يركض مع أمه يومه ، ما تفوته حتى منعه الليل من الطلب ، ثم دخل ابن ناعمة مصر ، فسبق الناس به ـ وزاد : فكانوا يظنون أن أباه شيطان.
٧١٨٨ ـ مالك بن نافرة ـ ويقال : ابن ناشرة ـ الجذامي ، ختن فروة بن نفاثة الجذامي
كان بمعان (٢) من أرض البلقاء.
وسمع عثمان ، ومعاوية ، وقدم عليه.
حكى عنه الزهري ، وأظنه لم يلقه.
حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، نا محمّد بن يحيى ، نا أبو الأصبغ عبد العزيز بن يحيى الحرّاني ، أنا محمّد ـ يعني ـ ابن سلمة ، عن محمّد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن مالك ابن النافرة ، وكان رجلا من جذام ، يسكن معان وما يليها ، قال :
كنت جالسا مع امرأتي ، فدخل عليّ ابن عمّ لي ، وفي يده سواك يستنّ به ، فأخذه ، فوضعه ، فأخذته فاستنيت به ، فعرفت أنهما لم يصنعا ذلك إلّا لميعاد بينهما ، فقلت لها : جهزيني ، فإنّي أريد أن أنطلق إلى كذا وكذا ، فقامت مسرعة ، فجهّزتني ، ثم أحقبت بعيري ، وتقلّدت سيفي ، ثم ركبت حتى أتيت واديا ، فأنخت فيه ، ثم كمنت ، حتى إذا كان الليل واختلط الظلام عقلت بعيري وتقلّدت سيفي ثم أقبلت.
قال : وفي ظهر بيتي كوة ضخمة يدخل منها الرجل ، فقمت تحت الكوة ، فإذا في البيت سراج يزهر ، وإذا هو جالس معها يحدّثها ، فتمالكت حتى تدخل بنية لي منها قد تحركت ، فقال : اخرجي بنتك عنا ، فأبت أن تخرج ولاذت بأمها ولزمتها ، فنترها نترة وقعت على بطنها ، فلم أملك نفسي أن وثبت فتسوّرت من الكوة ، ثم دخلت عليه فضربته حتى هدأ ، ثم ملت عليها فضربتها حتى هدأت.
__________________
(١) عقاقها : حملها.
(٢) معان : مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء (معجم البلدان).