ومع أن بعض مؤرخي القرن الثاني عشر م قد صنف كتبا تعالج تاريخ حلب فقط ، فإن العدد الأكبر منهم قد تابع السير على مذاهب الأوائل في كتابة حوليات عامة ، وكان من بين هؤلاء يحيى بن علي التنوخي ، ويعرف عادة بابن زريق ، وقد ولد عام ١٠٥١ م في معرة النعمان ، ولعله مات في العقد الأول من القرن الثاني عشر.
وكتب ابن زريق تاريخا حوليا ، أوقف أخباره بشكل أساسي على الاحتلال السلجوقي لبلاد الشام ، ثم على الغزو الصليبي ، وعنه نقل ابن العديم في كتابه بغية الطلب ، ومن خلال ابن العديم تعرفنا عليه ، لأن كتابه بحكم المفقود.
وكانت الأسرة المنقذية قد تأسست في قلعة شيزر ، حيث انتقلت إليها من بلدة كفر طاب ، وفي شيزر أنجبت الأسرة المنقذية عددا من الفرسان والشعراء والكتاب ، شهر منهم بشكل خاص أسامة بن مرشد [ت ١١٨٨ م] ، ومع أسامة أسهم أثنان من أخوانه بكتابة التاريخ هما : علي ومنقذ ، فقد صنف منقذ تاريخا حوليا جعله ذيلا لتاريخ ابن المهذب المتقدم الذكر ، وكتب أخوه علي أيضا تاريخا حوليا حمل اسمه ، أما أسامة صاحب كتاب الاعتبار ، فقد صنف عددا كبيرا من الكتب وصلنا بعضها لكن لم يصلنا ما كتبه بالتاريخ العام إلا من خلال النقول التي احتفظ بها ابن العديم في كتابه بغية الطلب.