ومثلما نقل ابن العديم عن الأخوة الثلاثة من آل منقذ ، نقل عن أبي غالب عبد الواحد ابن مسعود بن الحصين ، الذي يرجح أنه كان من أهالي معرة النعمان ، وقد صنف تاريخا حوليا ، ومثله كان من بين مؤرخي معرة النعمان عبد القاهر بن علوي ، وقد ذكره العماد الأصفهاني الكاتب ، وبيّن أنه كان شاعرا ، شغل منصب قاضي معرة النعمان ، وأنه قد لقيه في مدينة حماه في آذار ١١٧٦ م ، وكتب ابن علوي كتابا بالتاريخ اسمه «نزهة الناظر وروضة الخاطر» ، وكان هذا الكتاب أيضا بين مصادر بغية الطلب لابن العديم.
ونقل ابن العديم عن مؤرخ حلبي آخر اسمه أبو منصور هبة الله بن سعد الله بن الجبراني ، ولا نعرف تاريخ ميلاد أو وفاة هذا المؤرخ ، لكننا نعلم أن واحدا من أولاده واسمه أحمد قد توفي سنة ٦٢٨ ه / ١٢٣١ م.
مما تقدم عرضه بايجاز نعلم أن المؤرخين الذين أنجبتهم امارة حلب كثير عددهم خصب انتاجهم ، ولقد تأوجت أعمال التدوين التاريخي في الشام الشمالي في القرن السابع للهجرة / الثالث عشر للميلاد ، وأبرز الذين خلفوا لنا العديد من المؤلفات هم : ابن أبي طيء (يحيى بن حميدة ـ توفي سنة ٦٣٠ ه / ١٢٣١ م) ، والقفطي (علي بن يوسف ـ توفي سنة ٦٤٦ ه / ١٢٤٨ م) ابن العديم (عمر بن أحمد ـ توفي سنة ٦٦٠ ه / ١٢٦١ ـ ١٢٦٢ م) وابن شداد (محمد بن علي ـ توفي سنة ٦٨٤ ه / ١٢٨٥ م).
ويمكن أن نضيف إلى هؤلاء بهاء الدين بن شداد صاحب سيرة صلاح الدين لأنه أمضى سنوات حياته الأخيرة في حلب.