وتوفي هشام سنة خمس وعشرين ومائة.
وولي الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، وكانت بينه وبين بني القعقاع وحشة ، فهرب الوليد بن القعقاع وغيره من بني أبيه من الوليد ، فعاذوا بقبر يزيد بن عبد الملك. فولى الوليد على قنّسرين يزيد بن عمر بن هبيرة ؛ وبعث إلى الوليد بن القعقاع ، فأخذه من جوار قبر أبيه ؛ ودفعه إلى يزيد بن عمر بن هبيرة ، وهو على قنسرين ، فعذبه وأهله. فمات الوليد بن القعقاع في العذاب.
وخرج يزيد بن الوليد على الوليد بن يزيد ، فقتله في «البخراء» (١) في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة. ووثب على عامله بدمشق فأخذه ، وسيّر أخاه مسرور بن الوليد ، وولاه قنّسرين ؛ وقيل بل ولي قنسرين أخوه بشر بن الوليد. وبويع يزيد ، ومات في ذي الحجة من هذه السنة.
وبويع ابراهيم بن الوليد ؛ وخلع في شهر ربيع الأول ، سنة سبع وعشرين ومائة.
فولي مروان بن محمد بن مروان بن الحكم ، وكان بحرّان (٢) ، فسار منها
__________________
(١) البخراء : مدينة أثرية في البادية ، ناحية مركز ومنطقة تدمر. محافظة حمص تقع إلى الجنوب من مدينة تدمر ، وعلى بعد ٢٥ كم ، اشتق اسمها من البخر ، وهي الرائحة النتنة الصادرة عن الينابيع الكبريتية ، أثارها تدل على أنها كانت مدينة محصنة أبعادها ٢٠٠* ١٦٠ م ، يحيط بها سور من الحجارة المنحوتة بعرض ٣ م ، مدعم بأبراج نصف دائرية ، يتجه بابها نحو الجنوب الشرقي ، ويحيط به برجان مستديران وفي وسطها باحة ذات أعمده ، تيجانها كورنثية ، بناها التدمريون ، واتخذوها محطة رئيسة للقوافل. المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري.
(٢) حران الآن قرية مهملة داخل الحدود التركية مع محافظة الرقة السورية.