تعدّ مدينة حلب من أعرق مدن بلاد الشام وأكثرها أهمية ، وقد شغلت أعظم الأدوار فى تاريخ هذه البلاد فى الاسلام ، وعلى محورها ومحور دمشق دارت الأحداث الرئيسية لتاريخ الشام الاسلامي ، ومنها استردت الشخصية الشامية الثقافية ذاتها بعد ما لحق بها التدمير أثر سقوط الدولة الأموية.
وصحيح أن الأدوار السياسية والعسكرية لحلب عالية جدا ، لكن دورها الحضاري أكثر تميزا وتأثيرا وشمولية ، وكان التاريخ بين أبرز الحقول الثقافية التي أسهم فيها الحلبيون ، ولا أعني سكان المدينة فقط بل سكان الشام الشمالي ، لأن حلب غدت منذ القرن الرابع للهجرة / العاشر للميلاد مركزا لإمارة ، غالبا ما امتدت حدودها جنوبا حتى بلده الرستن على العاصي.
وكان أبو غالب همام بن الفضل بن جعفر بن المهذب المعري ، أهم مؤرخي القرن الخامس ه / الحادي عشر م ، هذا ولم أستطع الوقوف على ترجمة منفصلة له ، ولكن ابن العديم الذي نقل أجزاء كبيرة جدا من تاريخه