وتوجّه إليها سنة ثمانين ، واستخلف عليها عيسى بن العكي.
ثم إنّ الرشيد ولى حلب وقنّسرين اسماعيل بن صالح بن عليّ لما عزله عن مصر سنة اثنتين وثمانين ومائة ؛ وأقطعه ما كان له بحلب في سوقها وهي الحوانيت التي بين باب أنطاكية إلى رأس الدلبة (١) وعزله وولاه دمشق.
ثم ولى الرشيد بعده عبد الملك بن صالح بن علي ثانية ، فسعى به ابنه عبد الرحمن إلى الرشيد ، وأوهمه أنه يطمع في الخلافة فاستشعر منه ، وقبض عليه في سنة سبع وثمانين ومائة.
وولّى على حلب وقنسرين ابنه القاسم بن هارون ، وأغزاه الروم ووهبه لله تعالى في سنة سبع وثمانين ومائة.
ورابط القاسم بدابق هذه السنة والتي بعدها. وقيل : إنّ الرشيد لما غضب على عبد الملك بن صالح ولى أخاه عبد الله بن صالح ثم عزله سنة ثمان وثمانين وولى القاسم بن هارون ابنه. وقيل : إن أحمد بن اسحاق بن اسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس ولي قنسرين للرشيد ، وقد كان ولي له مصر ، وعزله عنها سنة تسع وثمانين ؛ فلا أتحقق ولايته في أي سنة كانت.
وقد ذكر بعضهم : أن عبد الله بن صالح توفي ببغداد في أيام المنصور.
وقال بعضهم : إنه توفي بسلمية في سنة ست وثمانين. فعلى هذا يكون الذي ولاه الرشيد ابن ابنه عبد الله بن صالح بن عبد الله بن صالح ؛ والله أعلم.
__________________
(١) ترجم ابن العديم لاسماعيل بن صالح في بغية الطلب ص ١٦٤٨ ـ ١٦٥٥ ، وذكر ما أقطعه الرشيد في حلب وزاد : «وقدرها قدر جليل جسيم».