في كتابه بغية الطلب ، قد ذكره بين تلاميذ أبي العلاء المعري [ت ٤٤٩ ه / ١٠٥٧ م] وتوحي النقول الطويلة التي قام بها ابن العديم بطبيعة كتابه ، حيث يبدو أنه كان يتألف من تاريخ حولي عام ركز على تدوين أخبار الأحداث التي وقعت في معرة النعمان وحلب ، وتعلقت المعلومات المنقولة بتأسيس الدولة المرداسية في حلب من قبل صالح بن مرداس ، ثم بحكم ثمال بن صالح بن مرداس وعلاقاته بالخلافة الفاطمية ، وببدايات استيلاء السلاجقة على بلاد الشام بعد العراق ، مع حملة السلطان ألب أرسلان ضد حلب.
وكان من معاصري ابن المهذب الطبيب المسيحي أبو الخير المبارك بن شرارة ، وكان ابن شرارة كاتبا بالاضافة إلى كونه طبيبا ، وقد عاش في مدينة حلب حتى أيام رضوان بن تتش (١٠٩٥ ـ ١١١٣ م) ، وقد هجر مدينته وذهب أولا إلى أنطاكية ومن هناك إلى صور بسبب سوء معاملة رضوان له وطغيانه ، وفي صور توفي حوالي سنة ٤٩٠ ه / ١٠٩٦ م ، وكتب المبارك تاريخا روى فيه بشكل أساسي الحوادث التي وقعت في أيامه ، لا سيما الوقائع التي شهدتها حلب ، وكان من شهودها. ويبدو أن هذا التاريخ لم يرج كثيرا ، ولذلك فقدت نسخه بعد وفاة مؤلفه بأمد قصير ، ذلك أن القفطي [ت ٦٤٦ ه / ١٢٤٨ م] قال إنه أخفق في الحصول على نسخة منه ، وأنه تلقى من مصر نسخة سيئة ومختصرة من هذا التاريخ ، كان قد اختصرها مصري غير معروف.