ومن معاصري ابن شرارة كان منصور بن تميم بن الزنكل ، الذي كان شاعرا من سرمين ، شهد أحداث وفود التركمان إلى الشام الشمالي ، ودوّن بعضها لكن لا نعرف وفق أي منهج ، والذي نعرفه أن ابن العديم نقل عنه بعض الأخبار في كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب.
وقام في القرن السادس ه / الثاني عشر / م على الأقل ثلاثة من الحلبيين بكتابة تواريخ خاصة بمدينة حلب وهم : حمدان بن عبد الرحيم الأثاربي [ت ١١٤٧ م] وعلي بن عبد الله بن أبي جرادة [ت ١٥٥١ م] ومحمد بن علي العظيمي المتوفى حوالي سنة ١١٦١ م ، ومن المؤسف أنه لم يتعد ما وصلنا مما كتبة هؤلاء عن حلب بعض النقول الموجودة لدى ابن العديم في كتابه بغية الطلب.
كان حمدان طبيبا وشاعرا ، وقد امتلك ذخيرة كبيرة من معارف عصره ، وقد خدم في حقب متفاوته في إدارة كل من المسلمين في حلب (أيام زنكي بشكل خاص) وإدارات الصليبيين في أنطاكية والمناطق المحيطة بها ، وقد سفر لزنكي حيث بعثه إلى الصليبيين في أنطاكية وإلى مصر ودمشق ولربما إلى بغداد ، وقابل في القاهرة الخليفة الفاطمي الآمر [١١٠١ ـ ١١٣٠ م] ولكن بعد ما برهن أنه شيعي إمامي ، وأنه لم يكن من أفراد الاسماعيلية الحشيشية ، وتمنحنا سيرة حياة حمدان بعض المعلومات المفيدة حول حياة كل من المسلمين والصليبيين في الشام الشمالي ، وحول العلاقات بينهما في النصف الأول من القرن الثاني عشر.