للتجارة ، من بضعته إذا قطعته ، ومنه المبضع. المراودة الطلب برفق ولين القول ، والرود التأني يقال : أرودني أمهلني ، والزيادة طلب النكاح. ومشى رويدا أي برفق. أغلق الباب وأصفده وأقفله بمعنى. وقال الفرزدق :
ما زلت أغلق أبوابا وأفتحها |
|
حتى أتيت أبا عمرو بن عمار |
هيت اسم فعل بمعنى أسرع. قد الثوب : شقه. السيد فيعل من ساد يسود ، يطلق على المالك ، وعلى رئيس القوم. وفيعل بناء مختص بالمعتل ، وشذ بيئس وصيقل اسم امرأة. السجن : الحبس.
(الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) : هذه السورة مكية كلها. وقال ابن عباس وقتادة : إلا ثلاث آيات من أولها. وسبب نزولها أن كفار مكة أمرتهم اليهود أن يسألوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن السبب الذي أحل بني إسرائيل بمصر فنزلت. وقيل : سببه تسلية الرسول صلىاللهعليهوسلم عما كان يفعل به قومه بما فعل إخوة يوسف به. وقيل : سألت اليهود رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يحدثهم أمر يعقوب وولده ، وشأن يوسف. وقال سعد بن أبي وقاص : أنزل القرآن فتلاه عليهم زمانا فقالوا : يا رسول الله لو قصصت علينا ، فنزلت.
ووجه مناسبتها لما قبلها وارتباطها أن في آخر السورة التي قبلها : (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ) (١) وكان في تلك الأنباء المقصوصة فيها ما لا قى الأنبياء من قومهم ، فاتبع ذلك بقصة يوسف ، وما لاقاه من إخوته ، وما آلت إليه حاله من حسن العاقبة ، ليحصل للرسول صلىاللهعليهوسلم التسلية الجامعة لما يلاقيه من أذى البعيد والقريب. وجاءت هذه القصة مطولة مستوفاة ، فلذلك لم يتكرر في القرآن إلا ما أخبر به مؤمن آل فرعون في سورة غافر. والإشارة بتلك آيات إلى الر وسائر حروف المعجم التي تركبت منها آيات القرآن ، أو إلى التوراة والإنجيل ، أو الآيات التي ذكرت في سورة هود ، أو إلى آيات السورة. والكتاب المبين السورة أي : تلك الآيات التي أنزلت إليك في هذه السورة أقوال. والظاهر أنّ المراد بالكتاب القرآن. والمبين إما البين في نفسه الظاهر أمره في إعجاز العرب وتبكيتهم ، وإما المبين الحلال والحرام والحدود والأحكام وما يحتاج إليه من أمر الدين ، قاله : ابن عباس ومجاهد ، أو المبين الهدى والرشد والبركة قاله قتادة ، أو المبين ما سألت عنه اليهود ، أو ما أمرت أن يسأل من حال انتقال يعقوب من الشام إلى مصر وعن قصة
__________________
(١) سورة هود : ١١ / ١٢٠.