الحديث : «سبحان من يسبح الرعد بحمده» وعن علي : «سبحان من سبحت له إذا اشتد الرعد» قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اللهم لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك» ومن بدع المتصوفة : الرعد صعقات الملائكة ، والبرق زفرات أفئدتهم ، والمطر بكاؤهم انتهى. وقال ابن عطية : وقيل في الرعد أنه ريح يختنق بين السحاب ، روى ذلك عن ابن عباس. وهذا عندي لا يصح لأنّ هذا نزغات الطبيعيين وغيرهم من الملاحدة. وقال أبو عبد الله الرازي : اعلم أن المحققين من الحكماء يذكرون أن هذه الآثار العلوية إنما تتم بقوى روحانية فلكية ، وللسحاب روح معين من الأرواح الفلكية يدبره ، وكذا القول في الرياح ، وفي سائر الآثار العلوية. وهذا عين ما قلناه أن الرعد اسم لملك من الملائكة يسبح الله تعالى ، فهذا الذي قاله المفسرون بهذه العبارة هو عين ما ذكره المحققون من الحكماء ، فكيف بالعاقل الإنكار؟ انتهى. وهذا الرجل غرضه جريان ما تنتحله الفلاسفة على مناهج الشريعة ، وذلك لا يكون أبدا ، وقد تقدمت أقوال المفسرين في الرعد في البقرة ، فلم يجمعوا على أنّ الرعد اسم لملك. وعلى تقدير أن يكون اسما لملك ، لا يلزم أن يكون ذلك الملك يدبر لا السحاب ولا غيره ، إذ لا يستفاد مثل هذا إلا من النبي صلىاللهعليهوسلم المشهود له بالعصمة ، لا من الفلاسفة الضلال. والظاهر عود الضمير في قوله : من خيفته ، على الله تعالى كما عاد عليه في قوله : بحمده. ومعنى خيفته : من هيبته وإجلاله. وقيل : يعود على الرعد. والملائكة أعوانه ، جعل الله له ذلك فهم خائفون خاضعون طائعون له. والرعد وإن كان مندرجا تحت لفظ الملائكة ، فهو تعميم بعد تخصيص انتهى. وهو قول ضعيف. ومن مفعول فيصيب ، وهو من باب الإعمال ، أعمل فيه الثاني إذ يرسل يطلب من وفيصيب يطلبه ، ولو أعمل الأول لكان التركيب : ويرسل الصواعق فيصيب بها على من يشاء ، لكن جاء على الكثير في لسان العرب المختار عند البصريين وهو إعمال الثاني. ومفعول يشاء محذوف تقديره : من يشاء إصابته. وفي الخبر أنّ الرسول صلىاللهعليهوسلم بعث إلى جبار من العرب ليسلم فقال : أخبرني عن إله محمد؟ أمن لؤلؤ هو أم من ذهب؟ فنزلت عليه صاعقة ونزلت الآية فيه. وقال مجاهد : ناظر يهودي الرسول صلىاللهعليهوسلم ، فبينا هو كذلك نزلت صاعقة فأخذت قحف رأسه ، فنزلت الآية فيه. وقال ابن جريج : سبب نزولها قصة أربد بن ربيعة وعامر بن الطفيل ، وذكر قصتهما المشهورة مضمونها أن عامرا توعد الرسول صلىاللهعليهوسلم إذا لم يجبه إلى ما طلب ، وأنه وأربد راما الفتك به ، فعصمه الله تعالى ، وأصاب عامرا بغدّة فمات غريبا ، وأربد بصاعقة فقتلته ، ولأخيه لبيد فيه عدة مراث منها قوله :