( فرق الشيعة ) أو ( مقالات الامامية ) للنوبختي أم للأشعري ؟ ؟ (*)
السيد محمدرضا الحسيني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على النبيّ الأمين وعلى آله الطاهرين ،
من بين العديد من المستشرقين الّذين تفرغوا لنشر التراث العربي والاسلامي يبرز المستشرق الألماني الاُستاذ ( هـ . ريتر Hellmut Ritter ) بأعماله الضخمة في مجال العقائد والفرق ، ومما يلفت النظر من بين أعماله هو كتاب ( فرق الشيعة ) الذي جعله القسم الرابع من ( النشريات الاسلامية لجمعية المستشرقين الألمانية ) ، وطبع لأول مرة بمطبعة الدولة باستانبول سنة ( ١٩٣١ ) ناسباً تأليفه إلى أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي (١) ، وقد اعتنى به كثيراً في الاخراج والتصحيح ، وأعدّ له فهارس علمية ، فأسدى بذلك لتراثنا يداً تشكر .
وقدّم للكتاب في طبعته هذه العلّامة المرحوم السيد هبة الدين الشهرستاني الكاظمي بترجمة لصاحب التأليف ـ النوبختي ـ ، وبحث حول الكتاب نفسه .
ومنذ صدور المطبوع وقع البحث في نسبته إلى ( النوبختي ) ، وتداوله إثنان من المحقّقين في هذا المجال ، وهما العلّامة الشيخ فضل الله الزنجاني ، شيخ الإسلام في زنجان ، وكان يرى صحة النسبة إلى النوبختي .
والاُستاذ عباس إقبال الآشتياني ، وكان يرى عدم صحتها ، ويرى أنه من تآليف أبي القاسم سعد بن عبد الله ، الأشعري ، المعاصر للنوبختي ، وقد اعتمد الاُستاذ إقبال في ماذهب إليه على المقارنة بين المطبوع وبين النصوص عن كتاب الأشعري .
______________________________
(*) هذا المقال فصل من دراسة موسّعة أعددناها عن شيخ الطائفة سعد بن عبد الله الأشعري ، صاحب كتاب ( المقالات والفرق ) .