٤ ـ ( المغني ) للقاضي عبد الجبّار ، فقد جاء في فصل فرق الامامية قوله : « وذكر الحسن بن موسى في بيان قول الاسماعيلية والقرامطة » (٢٢) ، وجاء في بيان فرق الزيدية قوله : « حُكي عن الحسن بن موسى » (٢٣) .
والنقل الثاني يدلّ على وجود الواسطة الشفهية ، لكن النقل الأول ظاهر في أنّ القاضي اعتمد كتاباً للنوبختي في النقل ، إلّا أنّه لا دلالة فيه على النقل من خصوص كتاب ( فرق الشيعة ) من كتبه .
والغرض من المتابعة للمصادر الناقلة عن النوبختي هو ما تحصّل من عدم اشتهار كتابه ( فرق الشيعة ) وأنّه لم يثبت استناد المصادر في النقل عليه ، وإلّا لم يكن أيّ داع لاخفاء اسمه ، ولا لهذه الشحّة في النقل عنه .
وأمّا أصل نسبة كتاب باسم ( فرق الشيعة ) إلى النوبختي ، فهي وإن لم يذكرها أكثر القدماء ، إلّا أنّها لا مرية فيها بعد أن نصّ النجاشي عليها وهو إمام غير معارض ، كما أنّ الظاهر من ترجمته له أنّه كان أكثر عناية بمؤلفاته حيث قرأ كتابه ( الآراء والديانات ) على الشيخ المفيد ، وعدّد منها مجموعة كبيرة لم يذكرها غيره من المترجمين ، ومنها ( فرق الشيعة ) (٢٤) .
( فرق الشيعة ) المتداول :
وهذا النصّ المتداول والمتعدّد نسخه المخطوطة لم يُعرف بين المؤلفين والرواة قبل ابتداء هذا القرن ـ الرابع عشر الهجري ـ ، فأوّل نسخة هي التي عرفت عند المرحوم المحدّث النوري ، يقول السيد هبة الدين الشهرستاني الذي قدّم للمطبوع : « إنّ تأليفه الموسوم بفرق الشيعة رأينا منه نسخاً متعدّدة ، واختصرت لنفسي النسخة التي وجدتها في خزانة شيخي المحدّث النوري محمد حسين ، المتوفّى ١٣٢٠ » (٢٥) .
ويقول السيد الصدر : « وكتاب الفرق موجود عندنا نسخة ، وهو في فرق الشيعة » (٢٦) ، ويقول الشيخ الطهراني تحت عنوان ( فرق الشيعة ) : « وقد يقال له ( مذاهب الفرق ) وهو موجود عندي استنسخته بخطّي » إلى أن يقول : « وهو كتاب لطيف جامع مهذّب معتمد إليه معوّل عليه ، ونسخة منه في مكتبة راجه فيض آباد الهند » (٢٧) ، وتوجد مخطوطة منه في مكتبة ( كاشف الغطاء ) بالنجف في مجموعة برقم ( ١٠٨٢ ) جاء اسم الكتاب فيها هكذا : « كتاب ( تعداد فرق الشيعة ) لشيخنا النوبختي رضي الله عنه » .
وتقع في الصفحات من ( ٢١٣ ) إلى ( ٢٧٠ ) من المجموعة ، أي في ( ٥٧ ) صفحة .