وقال ابن منظور في اللّسان : بيضة البلد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، أي أنّه فرد ليس مثله في الشّرف، كالبيضة الّتي تُريكه وحدها ليس معها غيرها، وإذا ذُمَّ الرجل، فقيل : هو بيضة البلد، أرادوا هو منفرد لا ناصر له. وروى أبو عمرو عن أبي العبّاس أنّ العرب تقول للرجل الكريم : هو بيضةَ البلد، يمدحونه، ويقولون للآخر : هو بيضة البلد، يذمّونه. قال : فالممدوح يراد به البيضة الّتي تصونها النعامة وتُوَقّيها الأذى؛ لأنّ فيها فرخها. قال أبو بكر : في قولهم : فلان بيضة البلد أريد به واحد البلد الّذي يُجتَمع إليه، ويُقبَل قوله، وقيل : فرد ليس أحد مثله.١
وقال الديار بكريّ : روي أنّ عليّاً عليهالسلام لمّا قَتَل عمرو بن عبد وَدّ لم يسلبه، فجاءت أخت عمرو حتّى قامت عليه، فلمّا رأته غير مسلوب سَلَبَه قالت : ما قتله إلّا كُفء كريم. ثمّ سألت عن قاتله، قالوا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، فأنشأت هذين البيتين :
لو كان قاتلَ عمرٍو غيرَ قاتِلِه |
|
ما زِلتُ أبكي عليه دائمَ الأبَدِ |
لكنّ قاتِلَهُ مَن لا يُقادُ بهِ |
|
مَن كان يُدعىٰ أبوه بيضةَ البَلَدِ٢ |
من صفاته عليهالسلام : جامعٌ لصفات الأنبياء.
عن ابن عبّاس قال : بينما رسول الله صلىاللهعليهوآله جالس في جماعة من أصحابه، أقبل عليّ بن أبي طالب، فلمّا بَصُر به رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : مَن أراد منكم أن
_______________________
١ ـ لسان العرب ٧ / ١٢٦؛ ١٢٧؛ محيط المحيط ٦٣.
٢ ـ تاريخ الخميس ٢ / ٢٧٥؛ المنتظم ١٧ / ١٤٩؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٢٠؛ منهج الشيعة ٦٧؛ ذيل طبقات الحنابلة ١٩٧.