في شوكته وشجاعته، وإلى إبراهيم في صَدَقته وإنابته، فانظر إلى عليّ بن أبي طالب. فأنزل الله قوله : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا)١ إلى آخر الآية.٢
ومن الواضح أنّ هذا السؤال مِن الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ليس إلّا مِن باب «تَجاهُل العارف» كما في قوله تعالى : (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ) وإلّا فمن الثابت أنّ رسول الله عارفٌ بمنزلة خليفته عند أهل السّماء.
وإن تسأل : عن الهدف مِن هذا السؤال، فالجواب : لعلّ الهدف أن يجري هذا الحوار بين النّبيّ وجبرئيل، ثمّ نطّلع عليه نحن المسلمين، فنزداد معرفة بأبي الحسن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
وفي حديث آخر : مَن أراد أن ينظر إلى إسرافيل في هيبته، وإلى ميكائيل في رتبته، وإلى جبرئيل في عظمته وجلالته، وإلى آدم في سلامته، وإلى نوح في حُسنه، وإلى إبراهيم في خلّته وسخاوته، وإلى يعقوب في حزنه، وإلى يوسف في جماله، وإلى سليمان في مُلكه، وإلى موسى في مناجاته وشجاعته، وإلى أيّوب في صبره، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.٣
وقال زين الدّين عليّ بن يوسف في ذكر مساواة عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بأحد وعشرين نبيّاً : لقمان وذي القرنين، وأنّه يباهي به الملائكة عليهمالسلام.٤
أمّا مساواته لآدم عليهالسلام فقال : الله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)٥، ولعليّ عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنا مدينة العلم وعليّ بابها.
_______________________
١ ـ الزخرف / ٤٣.
٢ ـ إحقاق الحقّ ١٥ / ٦١٨.
٣ ـ مناقب المرتضويّ ٢٠٧؛ ينابيع المودّة ٢ / ٣٠٦.
٤ ـ نهج الإيمان ٦٥٣ ـ ٦٦٤.
٥ ـ البقرة / ٣١.