أمّا الأسماء الّتي كان المرتضى عليهالسلام فيها سميّ الله تعالى فهي : المؤمن، والمولى، والهادي، والسيّد، والوليّ، والأوّل، والحليم وعليّ.١
أمّا الحليم، فقد قال الله تعالى لنفسه جلّ جلاله : (إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا).٢ فكذلك المرتضى عليهالسلام ذكر الرّسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه يُدعى به يوم القيامة. عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله يوماً لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام، وضرب يده على منكبه : إنّه ينادىٰ يوم القيامة من تحت ظلّ عرش الربّ الكريم : يا محمّد، نِعم الأبُ أبوك إبراهيم ونِعم الأخ أخوك عليّ الحليم.٣
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله في خبر طويل : لو كان الحلم رجلاً لكان عليّاً.٤
وعن جابر قال : سمع أميرُ المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام رجلاً يشتم قنبراً، وقد رام قنبر أن يردّ عليه، فناداه أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام : مهلاً يا قنبر، دع شاتمك مُهاناً تُرضِ الرحمٰن، وتُسخِط الشيطان، وتُعاقب عدوَّك فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة، ما أرضى المؤمنُ ربَّه بمثل الحلم، ولا أسخط الشيطانَ بمثل الصمت، ولا عُوقب الأحمق بمثل السكوت عنه.٥
وعن أبي الحديد قال : وأمّا الحلم والصّفح فكان عليّ عليهالسلام أحلم النّاس عن مُذنِب، وأصفحهم عن مسيء. وقد ظهرت صحّة ما قلناه يوم الجمل حيث ظفر بمروان بن الحكم ـ وكان أعدى النّاس له، وأشدّهم بغضاً ـ فصفح عنه.
_______________________
١ ـ العسل المصفّى ٢ / ٣٤٨.
٢ ـ الصافّات / ٣٧.
٣ ـ العسل المصفّى ١ / ٣٦١؛ المناقب للخوارزميّ ٢٩٤، ٣٠١؛ المناقب لابن المغازليّ ٤٣، ٤٤، ٦٧.
٤ ـ فرائد السمطين ٢ / ٦٨.
٥ ـ أمالي المفيد ١١٨.