وكان عبد الله بن الزبير يشتمه على رؤوس الأشهاد، وخطب يوم البصرة. فقال : قد أتاكم الوغد اللّئيم عليّ بن أبي طالب! وكان عليّ يقول : ما زال الزبير رجلاً منّا أهل البيت حتّى شبّ عبد الله، فظفر به يوم الجمل فأخذه أسيراً، فصفح عنه وقال : اذهب ولا أرينّك، ولم يزده على ذلك. وظفر بسعيد بن العاص بعد وقعة الجمل بمكّة ـ وكان له عدوّاً ـ فأعرض عنه ولم يقل شيئاً.١
ينظر : سيف الله.
قال سبط ابن الجوزيّ : اختلف العلماء في تسميته بعليّ عليهالسلام، فقال مجاهد : هو اسم سَمّته به أُمّه عند ولادته. وقال عطاء : إنّما سَمَّته أُمّه حيدرة بدليل قوله يوم خيبر : «أنا الّذي سمّتني أُمّي حيدره»، فيكون عليّ اسمه الأصليّ وحيدرة وصفاً له : لأنّ حيدرة اسم مِن أسامي الأسد، لِغِلَظ عُنقه وذِراعَيه وكذلك كان أمير المؤمنين عليهالسلام.٢
وقال ابن شهر آشوب في مناقبه : المسمّي نفسَه يوم الغبرة بحيدرة.٣
وفي كفاية الطالب : فقال عليّ عليهالسلام :
أنا الّذي سمّتني أُمّي حيدره |
|
كليثِ غاباتٍ شديد القَسوَرَه |
_______________________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٢٢.
٢ ـ تذكرة الخواصّ ٣، ٤؛ المناقب للخوارزميّ ١٦٨، الهداية الكبرى ٩٣؛ مطالب السؤول ٦٦؛ أنساب الأشراف ٢ / ٨٩؛ الفضائل لابن شاذان ١٧٤.
٣ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٢٦؛ تفسير الكشّاف ٢ / ١١٤.