قال كمال الدّين محمّد بن طلحة الشافعيّ بإسناده عن أبي سعيد الخدريّ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إنّ منكم من يقاتل علىٰ تأويل القرآن، كما قاتلتُ علىٰ تنزيله. فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا، فقال عمر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا، ولكن خاصف النّعل. وكان عليّ عليهالسلام قد أخذ نعل رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يخصفها، فقضى صلىاللهعليهوآله أنّ عليّاً عليهالسلام يقوم بالقتال على تأويل القرآن، كما قام هو صلىاللهعليهوآله بالقتال على تنزيله.٢
وروى الخوارزميّ في المناقب عن رِبعيّ بن حِراش قال : حدّثني عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بالرُّحبة قال : اجتمعت قريش إلى النّبيّ صلىاللهعليهوآله، وفيهم سُهيل بن عمرو فقالوا : يا محمّد، أرقّاؤنا لحقوا بك فاردُدهم علينا، فغضب النّبيّ صلىاللهعليهوآله، حتّى رؤى الغضب في وجهه، ثمّ قال : لَتَنتَهُنّ يا معشر قريش، أو لَيَبعَثنّ الله عليكم رجلاً منكم امتحن الله قلبه للإيمان، يضرب رقابكم على الدّين. قيل : يا رسول الله، أبو بكر؟ قال : لا. فقيل : فعمر؟ فقال : لا. ولكنّه خاصف النّعل الّذي في الحجرة. قال : فاستفظع النّاس ذلك من عليّ عليهالسلام، فقال : أما إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لا تكذبوا علَيّ فإنّه من كذب علَيّ متعمّداً فلْيَلِج النّار.٣
_______________________
١ ـ المناقب للخوارزميّ ٤٠؛ تنبيه الغافلين ١٤٥؛ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٣٠.
٢ ـ مطالب السؤول ١٠١ ـ ١٠٣؛ المعيار والموازنة ٢٩؛ مسند أحمد بن حنبل ١ / ٥٥، ٣ / ٣١، ٣٣، ٨٣؛ حلية الأولياء ١ / ٦٧؛ فردوس الأخبار ١ / ٧٩؛ المستدرك للحاكم ٣ / ١٢٢؛ المناقب للخوارزميّ ٢٦٠؛ تاريخ دمشق الكبير ٢٣ / ٣٤٦، ٣٤٧؛ البداية والنّهاية ٦ / ٢١٧؛ مناقب سليمان الكوفيّ ١ / ٥١٧، ٦٣٩؛ أمالي الطوسيّ، المجلس ٩، رقم ٥٠.
٣
ـ المناقب للخوارزميّ ١٢٨؛ كفاية الطالب ٨٤، ٨٥؛ خصائص النّسائيّ ٥٩ ـ ٦١ رقم ٣١ ؛