طالب عليهالسلام : أنا ربّانيّ هذه الأمّة.١
وفي قوله تعالى : (كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ).٢ قال الثعلبيّ في تفسيره : الرّبانيّون : أرباب العلم، واحدها ربّان، وهو الّذي يربّ العلم، ويربّب النّاس، أي يعلّمهم ويصلحهم فيقوم بأمرهم، والألف والنون للمبالغة. والربّانيّ : العالم بالحلال والحرام، والأمر والنهي، العارف بأنباء الأمّة وما كان وما يكون، وقد جمع عليّ بن أبي طالب عليهالسلام هذه الأقاويل أجمع، وهو الّذي يُربّي علمه بعمله.٣
ربّاه النّبيّ صلىاللهعليهوآله وأزلفه وهداه إلى مكارم الأخلاق والعلم والفقه، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله قبل بدو أمره إذا أراد الصلاة خرج إلى شِعاب مكّة مستخفياً وأخرج عليّاً معه فيصلّيان ما شاء الله، فإذا قضيا رجعا إلى مكانهما.
عن ابن الصبّاغ المالكيّ قال : أصاب أهلَ مكّة جدبٌ شديد وقحط أجحف، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعمّه العبّاس، وكان من أيسر بني هاشم : يا عمّ، إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناسَ ما ترى فانطَلِقْ بنا إلى بيته لنخفّف من عياله، فتأخذ أنت رجلاً واحداً وآخذ أنا رجلاً، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّاً
_______________________
١ ـ نظم درر السمطين ١١٨.
٢ ـ آل عمران / ٧٩.
٣ ـ تفسير الثعلبيّ ٣ / ١٠٢؛ ذخائر العقبى ٧٩، وفيه : ربّانيّ، هو العالم الراسخ في العلم والدّين، أو الّذي يبتغي بعلمه وجه الله. وقيل : العالم العامل المعلّم، ونسب إلى الربّ لذلك والنّون فيه زائدة، وقيل : منسوب إلى الربّ، بمعنى التربية، كأنّه يربّى بصغار العلم قبل كباره، وذكر في الصّحاح الرّبانيّ : هو المتألّه العارف بالله عزّ وجلّ.
٤ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٢٤.