أنا مبيد الكفرة، أنا أبو الأئمّة البررة، أنا قالع الباب ... أنا السيف المسلول ...١
وقال الخطيب الخوارزميّ في مناقبه في حديث طويل : روي أنّ الأشتر كان يخطب ويقول : اثبتوا في مواضعكم وأقيموا صفوفكم. فلمّا كتّب الكتائب ورتّب الصفوف، أقبل علينا بوجهه، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على نبيّه : ثمّ قال : أمّا بعد، فقد كان سابقاً في علم الله اجتماعنا في هذه البقعة من الأرض لآجالٍ اقتربت وأمور تصرّفت وآمال تصرّمت، يسوسنا سيّد الأوصياء ويرأسنا ابن عمّ خير الأنبياء وإمامنا المؤيّد بنصر الله من السماء، وسيف من سيوف الله ...٢
وكان سيفه عليهالسلام أنزله الله تعالى من الجنّة. روي عن ابن عبّاس قال في قوله تعالى : (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)٣، قال : أنزل الله آدم من الجنّة ومعه ذوالفقار خُلق من ورق آس الجنّة، ثمّ قال (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ). وكان به يحارب آدم أعداءه من الجِنّة والشّياطين. وكان عليه مكتوباً : لا يزال أنبيائي يحاربون به نبيّ بعد نبيّ، وصدّيق بعد صدّيق، حتّى يرثه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فيحارب به عن النّبيّ صلىاللهعليهوآله (وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) لمحمّد وعليّ، (إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) منيع من النقمة بالكفّار بعليّ بن أبي طالب عليهالسلام. وقد روي أنّ المراد بهذه الآية ذو الفقار أُنزل من السّماء على النّبيّ صلىاللهعليهوآله فأعطاه عليّاً.
سئل الصادق عليهالسلام لم سمّي سيف أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ذا الفقار؟ فقال : إنّما سمّي ذا الفقار لأنّه ما ضرب به أميرُ المؤمنين عليهالسلام أحداً إلّا افتقر في الدّنيا من
_______________________
١ ـ ينابيع المودّة ٣ / ٢٠٥، ٢٠٧.
٢ ـ المناقب للخوارزميّ ٢٢٠.
٣ ـ الحديد / ٢٥.