وعن عليّ بن مهديّ الطبريّ قال : رُوي عن أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام أنّه قال : لم أزل مظلوماً في صِغَري وفي كِبَري، فقيل له : قد عَرَفنا يا أمير المؤمنين ظُلمَ النّاس إيّاك في كبرك، فما ظلمهم في صغرك؟ فقال : إنّ عقيلا ً كان في عينه وَجعٌ، فإذا ارادتِ الأمّ أن تَذُرَّ في عينه ذَروراً امتنع عليها وقال : إبدأوا بعليّ أوّلاً، فكانت تَذُرّ في عيني ذَرُوراً مِن غير وجع بها.١
ينظر : أسد الله
قال الحاكم أبو سعد محسن بن كرامة البيهقيّ : عن جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهمالسلام في قوله تعالى : (أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ)٣، قال : فمحمّد (عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ) وعليٌّ (شَاهِدٌ) من رسول الله صلىاللهعليهوآله٤.
والآية الكريمة تعضدها الأخبار المستفيضة عن الخاصّة والعامّة في هذا الحقل، بل إنّ الأحاديث الّتي نقلها العامّة بأسانيدهم تفوق أحاديث الخاصّة.
والشاهد هنا هو الّذي أقرّ بأحقّيّة رسالة النّبيّ صلىاللهعليهوآله ودعم رسالته ببصيرته الإلٰهيّة وآمن به، لأنّ شهادة الإنسان صاحب اليقين والبصيرة تكتسح كلّ شك وشبهة، وتُذهب كلّ خوف من الوحدة والوحشة، ولعلّ الأشخاص الّذين
_______________________
١ ـ تيسير المطالب ١١٧.
٢ ـ المناقب للخوارزميّ ٤٠؛ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٢٥؛ اللّوامع النورانيّة ١٥٧ ـ ١٥٩.
٣ ـ هود / ١٧.
٤ ـ تنبيه الغافلين ٩٧؛ تفسير الثعلبيّ ٥ / ١٦٢؛ المناقب للخوارزميّ ٢٧٨.