وسبب نزول هذه الآية أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآله أسَرّ إلى عائشة وحفصة حديثاً، وأفشَتا سرّ رسول الله صلىاللهعليهوآله فأنزل الله عزّ وجلّ يخبره بما فعلتا.
ولفظ البخاريّ هكذا : عن عبيد بن حنين قال : سمعت ابن عبّاس يقول : أردت أن أسأل عمر بن خطّاب عن المرأتين اللّتين تظاهرتا على رسول الله صلىاللهعليهوآله، فما أتمَمتُ كلامي حتّى قال : عائشة وحفصة.١
وقال أحمد الغزاليّ : روي أنّ أربع نسوة أظهرنَ أسرار أربعة : أُمّ شمعون أظهرت سرّ يوسف عليهالسلام، وامرأة نوح عليهالسلام أظهرت سرّ نوح، وامرأة لوط عليهالسلام أظهرت سرّ لوط وحفصة بنت عمر بن الخطاب، أظهرت سرّ المصطفى صلىاللهعليهوآله.٢
عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا فاطمة، زوّجتك سيّداً في الدنيا، وإنّه في الآخرة لمن الصّالحين،٣ الحديث بطوله.
عن العيّاشيّ بإسناده عن جابر قال : قلت لمحمّد بن عليّ عليهماالسلام قول الله عزّ وجلّ في كتابه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا) قال : هما والثالث والرابع وعبد الرّحمٰن وطلحة وكانوا سبعة عشر رجلاً قال : لمّا وجّه النبيّ صلىاللهعليهوآله عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وعمّار بن ياسر إلى أهل مكّة قالوا : بعث هذا الصبيّ ولو بعث غيره ياحذيفة إلى أهل مكّة وفي مكّة صناديدها وكانوا يسمّون عليّاً الصبيّ لأنّه كان اسمه في كتاب الله الصبيّ لقول الله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ
_______________________
١ ـ صحيح البخاريّ ٦ / ٧٠، كتاب التفسير؛ مسند أحمد بن حنبل ١ / ٣٣، ٤٨.
٢ ـ بحر المحبّة في أسرار المودّة ٩.
٣ ـ فردوس الأخبار ٥ / ٤٣٤، رقم ٨٦٥٧.