وفي رواية : كان عمر بن الخطّاب يطوف بالبيت، وعليّ يطوف أمامه إذ عرض رجل لعمر فقال : يا أمير المؤمنين، خُذ حقّي من عليّ بن أبي طالب. قال : وما باله؟ قال : لطم عيني، قال : فوقف عمر حتّى لحق به عليّ. فقال : ألطمت عين هذا يا أبا الحسن؟ قال : نعم، يا أمير المؤمنين. قال : ولم؟ قال : لأنّي رأيته يتأمّل حرم المؤمنين في الطواف، فقال عمر : أحسنت يا أبا الحسن. ثمّ أقبل على الرجل فقال : وقعت عليك عين من عيون الله عزّ وجلّ، فلا حقّ لك.١
ينظر : جنب الله، حبل الله المتين.
كان من كنيته غاسل ودافن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال أبو القاسم الزّجّاجيّ النّحويّ بإسناده : لمّا توفّي النّبيّ صلىاللهعليهوآله تولّىٰ غسله ودفنه عليّ عليهالسلام والعبّاس والفضل. قال عليّ عليهالسلام : فلم أرَه يعتاد فاه من التغيّر ما يعتاد الموتى، فلمّا فرغ من غسله كشف عليّ عليهالسلام الإزار عن وجهه، ثمّ قال : بأبي أنت وأمّي، طِبتَ حيّاً وطِبتَ ميّتاً، انقطع بموتك ما لم ينقطع بموتِ أحدٍ ممّن سواك من الأنبياء. والنبوّة خُصّصت حتّى صرت مُسلّياً عمّن سواك. وعُمّمت حتّى صارت الرزيّة فيك سواء، ولولا أنّك أمرتَ بالصّبر نهيت عن الجزع لأنفدنا عليك الشؤون، ولكن ما لا بدّ منه كمد وإدبار محالفان، وهما الدّاء الأجلّ، وقَلّا واللهِ لك، بأبي أنت وأمّي، اذكرنا عند ربّك واجعلنا من همّك. ثمّ لمح قذاة في عينه فلفظها بلسانه، وردّ الإزار على وجهه.٢
_______________________
١ ـ الرياض النضرة ٢ / ١٦٤، ١٦٥.
٢ ـ الأمالي للزجّاج ١١٤، انظر : السيرة النبويّة لابن هشام ٤ / ٣١٢، ٣١٣؛ كتاب أقضية الرسول صلىاللهعليهوآله ١٧٨، ١٧٩.