وهو وليّ كلّ مسلم بعدي مَن اقتدى به في الدّنيا ورد علَيّ حوضي، ومَن خالفه لم يَرَه ولم يَرَني، فاختلج دوني وأخذ ذات الشمال إلى النّار.١
وعن أبي سخيلة، قال : حَجَجتُ أنا وسلمان، فنزلنا بأبي ذرّ فكنّا عنده ماشاء الله، فلمّا حان منّا حفوف، قلت : يا أبا ذرّ، إنّي أرىٰ أموراً قد حدثت، وإنّي خائف أن يكون في النّاس اختلاف، فإن كان ذلك فما تأمرني؟ قال : إلْزَم كتاب الله عزّ وجلّ وعليَّ بن أبي طالب، فأشهد أنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : عليّ أوّل مَن آمن بي، وأوّل مَن يصافحني يوم القيامة، وهو الصّديّق الأكبر، وهو الفاروق يفرّق بين الحقّ والباطل.٢
ومن هنا يتّضح أنّ لقب «الفاروق والصدّيق» خاصّان بأمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام، وأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله هو الّذي وضعهما له وأكّد عليهما، وعلى هذا فلا يصحّ إطلاق هذين اللّقَبَين على غير عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
ينظر : الأوّل، باب حطّة.
الفتى : في اللّغة والعرف، هو الشابّ الحَدَث القويّ.٣ ولا ينبغي أن ّيكون هذا هو المراد من قول النّبيّ صلىاللهعليهوآله، فإنّ كلمة الفتى تعطي معنى آخر، وهو السخيّ الكريم، وهذا الآخر ليس هو المراد من هذه الكلمة، بل إنّ المراد بالفتى مَن يأتي بالأمر العظيم والإنجاز الكبير النابع من إيمان راسخ، وعزم أكيد، وقدرة عالية
_______________________
١ ـ اليقين لابن طاووس ٤٩٧ ـ ٥١٧.
٢ ـ فضائل أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام لابن عقدة الكوفيّ ١٩؛ تاريخ دمشق ٢٣ / ٣٢، ٣٤٥؛ كنز العمّال ١١ / ٦١٢ رقم ٣٢٩٦٤؛ مجمع الزوائد ٩ / ١٢٤.
٣ ـ المصباح المنير ١٧٥؛ الصحاح للجوهريّ ٦ / ٦٥٥.