إلى خلقٍ كثير قد بغوا على عطرفة وعلى قومه، فدعوتهم إلى ثلاث خصال، فأبَوا عليّ ذلك : إنّي دعوتهم إلى شهادة أن لا إله إلّا الله والإقرار بك، فأبَوا ذلك منّي، فدعوتهم إلى أداء الجزية فأبَوا، فسألتهم أن يصلحوا مع عطرفة وقومه لتكون المراعي والمياه يوماً لعطرفة ويوماً لهم، فأبوا ذلك، فوضعت سيفي فيهم فقتلت منهم زهاء ثمانين ألف فارس، فلمّا نظروا إلى ما حلّ بهم منّي صاحوا؛ الأمان! فقلت : لا أمان لكم إلّا بالإيمان، فآمنوا بالله وبك. ثمّ أصلحتُ بينهم وبن عطرفة وقومه، فصاروا إخواناً وزال من بينهم الخلاف، وما زلتُ معهم إلى هذه السّاعة.
فقال عطرفة : جزاك الله خيراً يا رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الإسلام، وجزى ابن عمّك عليّاً منّا خيراً. ثمّ انصرف عطرفة إلى حيث شاء.١
من أسمائه وألقابه عليهالسلام : قاتل النّاكثين والقاسطين والمارقين، وقاتل الكفرة، والفجرة، والمشركين، وقامع المشركين.٢
قال أحمد بن محمّد العاصميّ : وأمّا الأسماء الّتي سمّاه بها رسول الله صلىاللهعليهوآله فإنّها تسعة وعشرون اسماً : سيّد العرب، وسيّد البَرَرَة وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، وقاتل الفَجَرَة...٣
وعن أبي سعيد التميميّ، عن عليّ عليهالسلام، قال : عَهِدَ إلّي رسول الله صلىاللهعليهوآله أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، فقيل له : يا أمير المؤمنين، مَن النّاكثون؟
_______________________
١ ـ الفضائل لابن شاذان ٦٠ ـ ٦٢.
٢ ـ المناقب للخوارزميّ ٤٠؛ تذكرة الخواصّ ٥؛ تنبيه الغافلين ١٤٦؛ نزل الأبرار ١١٥.
٣ ـ العسل المصفّى ٢ / ٣٧١، ٣٧٨.