وقال الخجنديّ : كان عليّ اين أبي طالب عليهالسلام يكنى : أبا قَصِم.١
والقَصِم : الرجل الّذي يقصم مَن قاومه، وقوله تعالى : (كَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً)٢ أي حطمناها وهشمناها، وذلك عبارة عن الهلاك، ويسمّي الهلاك قاصمة الظَّهر.٣
ويكنّىٰ أبا قضم : ومنه حديث عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : كانت قريش إذا رأته قالت : إحذروا الحُطَم، إحذروا القُضَم، أي الّذي يقضم النّاس فيُهلِكهم.٤
وعن ابن عباس قال : لمّا نكل المسلمون عن مقارعة طلحة العبدريّ، تقدّم إليه أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام فقال طلحة : مَن أنت؟ فحسر عن لثامة فقال : أنا القضم، أنا عليّ بن أبي طالب.
يدعو أنا القضمُ القضاضة والذي |
|
يعمي العدوّ إذا دنا الزحفانِ٥ |
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم اُحد عَدّ أصحابه سبع مائة رجل، فوضع عبد الله بن جبير في خمسين من الرماة على باب الشّعب... وكانت راية قريش في غزوة اُحد مع طلحة بن أبي طلحة ويدعى كبش الكتيبة، فبرز ونادى : هل من مبارز، فبرز إليه أميرالمؤمنين عليهالسلام فقال طلحة : من أنت يا غلام؟ قال أنا عليّ بن أبي طالب، قال : قد علمت يا قضم (قصم) أنّه لا يجسر عليَّ أحد غيرك...٦
_______________________
١ ـ تاريخ الخميس ٢ / ٢٧٥؛ مختصر تاريخ دمشق ١٧ / ٣٠٠؛ مناقب آل أبي طالب ٣/٣٣٠.
٢ ـ الأنبياء / ١١.
٣ ـ المفردات للراغب الإصبهانيّ ٤٠٥.
٤ ـ النّهاية ٤ / ٧٨
٥ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ١٣٣.
٦ ـ تفسير فرات ١٠٠ ـ ١١٥، بحار الأنوار ٢٠ / ٤٩.