من ألقابه عليهالسلام : القاضي، أقضى الصحابة، فاصل القضاء، فاضل الفضلاء.١
كان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أقضى الأمّة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله، والأحاديث الواردة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في الإشادة بقضاء خليفته عليّ عليهالسلام كثيرة ومتواترة، وقد وردت بألفاظ متعدّدة، فمنها قوله صلىاللهعليهوآله : أقضى أمّتي عليّ٢، أو قال صلىاللهعليهوآله : أقضاكم عليّ.٣
قال الموفّق بن أحمد الخوارزميّ الحنفيّ في مناقبه : الفصل السّابع في بيان غزارة علمه، وأنّه أقضى الأصحاب، ونقل من أساتذته في هذا الفصل اثنين وأربعين حديثاً.
منها : قال عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : لمّا كان في ولاية عمر بن الخطّاب، أتي بامرأة حامل، فسألها عمر فاعترفت بالفجور، فأمر بها عمر أن تُرجم، فلقيها عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، فقال : ما بالُ هذه؟ فقالوا : أمر بها عمر أن تُرجم، فردّها عليّ عليهالسلام، فقال : أمرتَ بها أن تُرجم؟ فقال : نعم، اعترفت عندي بالفجور، فقال : هذا سلطانك عليها، فما سلطانك على ما في بطنها؟ قال : عليّ عليهالسلام : فلعلّك انتهرتَها أو أخفتَها؟ فقال : قد كان ذلك. قال : أو ما سمعتَ رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لا حدّ على معترف بعد بلاء، إنّه من قيّدتَ أو حبستَ أو تهدّدتَ، فلا إقرار لها. فخلّى عمر سبيلها، ثمّ قال : عجزت النّساء أن يلدن مثل عليّ بن أبي طالب، لولا
_______________________
١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٢٩، ٣٣٠؛ المناقب للخوارزميّ ٤٢؛ الفضائل لابن شاذان ١٧٤، ١٧٥؛ الهداية الكبرى ٩٣.
٢ ـ المعجم الصغير للطبرانيّ ١١٥.
٣ ـ مسند أحمد بن حنبل ٥ / ١١٣؛ سنن ابن ماجة ١ / ٥٥؛ حلية الأولياء ١ / ٦٥، ٢٢٨؛ الأربعين في أصول الدّين ٤٦٦؛ التبصير في الدّين ١٦١؛ المستدرك للحاكم ٣ / ٣٠٥؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ١٨؛ الاستيعاب ٣ / ٣٨.