للنبوّة، وأنت المجتبى للإمامة، أنا وأنت أبوا هذه الأمّة، وأنت وصيّي ووارثي وأبو ولدي. أتباعك أتباعي، وأولياؤك أوليائي، وأعداؤك أعدائي، وأنت صاحبي على الحوض، وصاحبي في المقام المحمود، وصاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا، ولقد سعد من تولّاك، وشقي من عاداك، وإنّ الملائكة لتقرّب إلى الله بمحبّتك وولايتك، وإنّ أهل مودّتك في أهل السّماء أكثر من أهل الأرض ...١
لمّا كان الأب في الغالب يرعى أولاده ويتعاهدهم، وهو الكافل لهم، ويهتمّ بما يصيبهم وما يصيرون إليه، ويريد لهم التوفيق والنّجاح في أعمالهم، ويوفّر وسائل معايشهم ويحامي عنهم، ولا يرضى لهم الدنيئة، فقد سمّى العُرف كلّ من يتعاهد شيئاً ويهتم بشأنه «أباً»، فكان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أباً للأيتام والمساكين وكفيلاً لهم.
قال عليهالسلام في خطبته : أنا الهادي، وأنا المهتدي، وأنا أبو اليتامي والمساكين، وأنا ملجأ كلّ ضعيف، ومأمن كلّ خائف، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنّة، وأنا حبل الله المتين، وأنا العروة الوثقى وكلمة التقوى، وأنا عين الله وباب الله ولسان الله الصادق ...٢
ينظر : حبل الله المتين.
_______________________
١ ـ أمالي الصدوق ٢٧٢ رقم ١٣؛ أمالي الطوسيّ، المجلس ١٢ رقم ١٣.
٢ ـ غاية المرام ٣٤٢، باب ٤٢، رقم ٣؛ ينابيع المودّة ٣ / ٤٠١.