گر نبودي زخم تيغ وتيرت اندر راه دين |
|
|
|
دين نپوشدي لباس ايمني بر خويشتن١ |
|
كان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، قلع الصخرة العظيمة أيّام خلافته بيده بعد عجز الجيش كلّه، وأخرج الماء من تحتها.٢
وقلعُه الصخرة العظيمة رواه أهل السيرة، واشتهر الخبر به في العامّة والخاصّة حتّى نظمته الشّعراء، وخطبت به البلغاء، ورواه الفهماء والعلماء من حديث الرّاهب بأرض كربلاء والصّخرة، وشهرته تغني عن تكلّف إيراد الإسناد له.
وذلك أنّ ابن أعثم الكوفيّ قال : لمّا توجّه عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهالسلام إلى صفّين، أقام بالأنبار يومين، فلمّا كان في اليوم الثّالث سار بالنّاس في برّيّه ملساء، وعَطِش النّاس واحتاجوا إلى الماء. قال : وإذا براهبٍ في صومعته، فدنا منه عليّ عليهالسلام وصاح به، فأشرف عليه. فقال له عليّ عليهالسلام : هل تعلم بالقرب منك ماء نشرب منه؟ فقال : ما أعلم ذلك، وإنّ الماء لَيُحمَل إلينا من قريب من فرسخين.
قال : فتركه عليّ عليهالسلام، وأقبل إلى موضعٍ من الأرض فطاف به، ثمّ أشار إلى مكان منه فقال : احفروا هنا، فحرفوا قليلاً وإذا هم بصخرة صفراء، كأنّما طُليت بالذهب، وإذا هي على سبيل الرحى لا ينقلها إلّا مائة رجل.
فقال عليّ عليهالسلام : اقلبوها فالماء من تحتها، فاجتمع النّاس عليها، فلم يقدروا
_______________________
١ ـ ديوان سنائي ٤٩٢.
٢ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٢١.