عن الفقيه ابن المغازليّ الشافعيّ بإسناده، قال في قوله عزّ وجلّ : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) قال : عليّ وفاطمة عليهماالسلام، (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ) قال : محمّد صلىاللهعليهوآله (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) قال : الحسن والحسين عليهماالسلام.٢
من صفاته عليهالسلام : أحسنهم خُلقاً.
ولا شبهة أنّ حسن الخلق من الخلال الزاكية والمحاسن العالية، وهي الخطّة المحبِّبة صاحبَها إلى الأنام، والخلّة الحميدة عن الخاصّ والعامّ.
عن النّبيّ صلىاللهعليهوآله قال : ألا أنبّؤكم بأمرَين خفيفة مؤنتهما، عظيم أجرهما، لم يُلقَ الله بمثلهما : الصمت، وحسن الخلق.
وقال صلىاللهعليهوآله : إنّ أقربكم منّي غداً وأوجبكم عليّ شفاعة، أحسنكم خلقاً، وأدّاكم للأمانة، وأقربكم من النّاس.
والمراد بحسن الخلق الأفعال الجميلة الّتي يعتادها القائل ممّا يستحسن عقلاً وشرعاً، ولهذا سئلت عائشة عن خُلق رسول الله صلىاللهعليهوآله، فقالت : كان خُلقه القرآن (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)٣.
وقد جمع الله تعالى له في هذه الكلمات اليسيرة آداب الدنيا وآداب الدّين ،
_______________________
١ ـ مجموعة نفيسة ١٩٥.
٢ ـ المناقب لابن المغازليّ ٣٣٩؛ الفصول المهمّة ٢٨؛ الدّرّ المنثور ٦ / ١٤٢؛ تذكرة الخواصّ ٢٤٥؛ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣١٨؛ تفسير فرات الكوفيّ ٤٦.
٣ ـ الأعراف / ١٩٩.