وق، وغير ذلك.
وسمّي أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام بالقلم لما في القلم من المنافع للخلق، إذ هو كلسان الإنسان يؤدّي عنه ما في جنانه، ويبلّغ البعيد عنه ما يبلّغ القريب بلسانه، وبه تُحفظ أحكام الدّين وتستقيم أمور العالمين، وكذلك أمير المؤمنين عليهالسلام. وقيل : إنّ قوام الدّنيا والدّين بشيئين : القلم والسّيف يخدم القلم. وقد قال بعض الشّعراء فأحسن فيما قال :
إن يخدم القلم السّيف الّذي خَضَعت |
|
له الرّقابُ ودانت حذوه الأممُ |
فالموت، والموت لا شيء يُغالبُه |
|
ما زال يَتبَعُ ما يجري به القلمُ |
وإن شئت جعلت تسميته به مجازاً، أي صاحب القلم وصاحب السّيف اللّذين بهما أقوام الدّين والدنيا كما تقدّم، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام كذلك.١
قال البحرانيّ رحمه الله في اللّوامع النورانيّة في أسماء علّي وأهل بيته القرآنيّة : الاسم الثامن ومائة وألف : أنّه عليهالسلام القمر، في قوله تعالى : (وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا).
عن أبي محمّد، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ : (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)، قال : الشّمس رسول الله صلىاللهعليهوآله، وأوضح الله تعالى للنّاس دينهم. قال قلت : (وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا)؟ قال : ذاك أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام، تلا رسول الله صلىاللهعليهوآله ونفثه بالعلم نفثاً. قلت : (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا)؟ قال : ذاك أئمّة الجور الّذين استبدّوا بالأمر دون آل الرسول صلىاللهعليهوآله، وجلسوا مجلساً كان آل
_______________________
١ ـ تأويل الآيات الظاهرة ٦٨٥؛ مجمع البيان ٩ / ٣٣٢، وفيه : والموت شيء لا يغالبه.