سمّي عليهالسلام مختاراً١ لأنّ الله تعالى اختاره، واختاره من ذرّيّة الأنبياء، ليكون وصيّاً لخاتم الأنبياء صلىاللهعليهوآله.
عن موفّق بن أحمد بسنده عن أمّ سلمة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ الله اختاره مِن كلّ أمّة نبيّاً، واختار لكلّ نبيّ وصيّاً، فأنا نَبيُّ هذه الأمّة وعليّ وصيّي في عترتي وأهل بيتي وأمّتي من بعدي.٢
وعنه أيضاً بسنده عن أبي أيوب الأنصاريّ قال : إنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآله مَرض مرضة فأتته فاطمة تعوده، فلمّا رأت ما برسول الله صلىاللهعليهوآله من الجَهد والضعف استعبرت فبكت حتّى سالت الدّموع على خدّيها، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا فاطمة، إنّ لكرامة الله تعالى إيّاك زوّجك من أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً. إنّ الله تعالى اطّلع إلى أهل الأرض اطّلاعة فاختارني منهم فبعثني نبيّاً مرسلاً، ثمّ اطّلع اطّلاعة فاختار منهم بعلك، فأوحىٰ إليّ أن أزّوجه إيّاك واتّخذه وصيّاً.٣
واعلم أنّ ألقاب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام كثيرة، ولكلّ لقب سبب أو وجه يخصّصه به، وإن لم نعلمه إلّا جملة.
منها : المرتضى،٤ وهو أشهر ألقابه؛ لأنّ الله عزّ وجلّ ارتضى عقيدته وأفعاله
_______________________
١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٢٦.
٢ ـ المناقب للخوارزميّ ١٤٧ رقم ١٧١، في حديث طويل؛ فرائد السمطين ١ / ٢٧٢.
٣ ـ المناقب للخوارزميّ ١١٢ رقم ١٢٢؛ المناقب لابن المغازليّ ١٠١؛ الفصول المهمّة ٢٩٦؛ كفاية الطالب ٤٥٤، من كتاب البيان؛ ذخائر العقبى ١٣٥؛ مجمع الزوائد ٩ / ١٤٤؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ / ١٧٤ خ ١٥٤.
٤
ـ مطالب السؤول ٦٦، المناقب للخوارزميّ ٤٠؛ معجم الآداب في معجم الألقاب