الآمال وثمال الأرامل، يتعطّف على رعيّته، ويتصرّف على مشيّته.١
قال أحمد بن محمّد العاصميّ : أمّا الأسماء الّتي كان المرتضى عليهالسلام فيها سمِيّ المصطفى صلىاللهعليهوآله : فهي الصّاحب، وعبد الله، والأخ، وسيّد العرب، والحبيب.٣
وقال زين الدّين عليّ بن يوسف بن جبير : ومعلوم أنّ الأخوّة في النّسب لا توجب فضلاً، لأنّ الكافر قد يكون أخا المؤمن، لكنّ الأخوّة في المماثلة والمشابهة هي الموجبة للفضل والشّرف، وموصوفيّة عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بهذه النعوت الجليلة وصفٌ ثبوتيّ لا سلبيّ يختصّ به دون غيره. وقوله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : « أنت أخي في الدّنيا والآخرة » يريد أنّه مُناظِره ومُشابهه ومُشاكله في جميع المنازل، إلّا النبوّة خاصّة، والعرب تقول للشيء : «إنّه أخو الشيء» إذا أشبه وماثله وقارنه.
أمّا الأخوة ففيها مراتب كثيرة :
منها : أنه مُماثِله في النّفس، بنصّ القرآن المجيد في آية المباهلة (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ...).٤
واتّفق الفريقان لمّا نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله معه إلى المباهلة الحسن والحسين، فكانا أبناءه، ودعا فاطمة فكانت نساءه، ودعا عليّ بن أبي طالب، فكان نفسه صلوات الله عليهم أجمعين. وإذا كان لم يَدْعُ إلّا هؤلاء ،
_______________________
١ ـ مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٣٠، ١٣٣.
٢ ـ المناقب للخوارزميّ ٤٠؛ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٣٣.
٣ ـ العسل المصفّى في تهذيب زين الفتى ٢ / ٣٦٥؛ إعلام الورى بأعلام الهدى ١٦٠.
٤ ـ آل عمران / ٦١.