من فضائله عليهالسلام في الكرم والسّخاء والجود والعطاء أنّه بلغ في هذه الصّفة ما لم يبلغه أحدٌ، جاد حتّى بنفسه والجود بالنّفس أقصى غاية الجود.
عن ابن عبّاس قال : كان عند الله عليّ عليهالسلام أربعة دراهم، فتصدّق بواحد ليلاً وبواحد نهاراً وبواحد سرّاً وبواحد علانية، فأنزل الله عزّ وجلّ : (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً).٢
وبات عليّ على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله ليلة خروجه من مكة، ونزلت في حقّه : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ).٣ وشرى عليّ عليهالسلام نفسه، لبس ثوب النّبيّ صلىاللهعليهوآله، ثمّ نام مكانه.
وأجمع العلماء على أنّ نوم عليّ عليهالسلام على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله أفضل من خروجه معه، وذلك أنه وطّن نفسه على مفاداته لرسول الله صلىاللهعليهوآله، وآثر حياته على حياته.
ينظر : مبير المشركين.
_______________________
١ ـ مجموعة نفيسة ١٩٤؛ مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٤.
٢ ـ أسباب النزول ٦٤؛ الصواعق المحرقة ٧٨؛ الرياض النضرة ٢ / ٢٠٦؛ تفسير الحبريّ ٢٤٣؛ تفسير الثعلبيّ ٢ / ٢٧٩. والآية في سورة البقرة / ٢٧٤.
٣ ـ تفسير الثعلبيّ ٢ / ١٢٦؛ المعجم الكبير ١١ / ٨٠ ح ١١١٦٤؛ مناقب للخوارزميّ ٢٨١؛ تاريخ الطبريّ ٢ / ٩٩؛ إحياء علوم الدين ٣ / ٢٣٨؛ شواهد التنزيل ١ / ١١٣؛ الفصول المهمّة ١٢٣؛ تاريخ اليعقوبيّ ٢ / ٢٦. والآية في سورة البقرة / ٢٨١.