(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) وقول أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام لعليّ بن دراع الأسديّ، وقد دخل عليه وهو ممحتَبٍ في جامع الكوفة، فوقف بين يديه، فقال : أرقتَ مدىٰ ليلتك، فقال له : ما أعلَمَك يا أمير المؤمنين بأرقي؟ فقال : ذَكَرتَني والله في أرقك، فإن شئتَ ذَكَّرتُك وأخبرتُك به، فقال عليّ بن دراع : أنْعِم علَيَّ يا أمير المؤمنين بذلك، فقال له : ذكرتَ في ليلتك هذه قول الله عزّ وجلّ : (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) فأرَقُك وفِكرك فيه، وتاللهِ يا عليّ بن دراع، ما اختلف الملأ إلّا بي، وما اللهِ نبأ هو أعظم منّي، ولي ثلاث مائة اسم لا يمكن التصريح بها، لئلّا يكبر على قوم لا يؤمنون بفضل الله عزّ وجلّ علىٰ رسوله وعلىٰ أمير المؤمنين والأئمّة الراشدين.١
من أسمائه وألقابه ممّا هو مذكور في القرآن : النّسب والصّهر٢، في قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا)٣، عن السدّيّ قال : نزلت في النّبيّ صلىاللهعليهوآله وعليّ عليهالسلام، زوّج فاطمة عليّاً عليهماالسلام وهو ابن عمّه وزوجُ ابنته، كان نسباً وكان صهراً.٤
وقال الموفّق بن أحمد الخوارزميّ بإسناده عن أنس بن مالك قال : كنت عند النّبيّ صلىاللهعليهوآله فَغِشيَه الوحي، فلمّا أفاق قال لي : يا أنس، أتدري ما جاءني به
_______________________
١ ـ الهداية الكبرى ٩٢.
٢ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٢٨؛ مجموعة نفيسة ١٢٩.
٣ ـ الفرقان / ٢٥.
٤ ـ تذكرة الخواصّ ٨٦؛ معاني الأخبار ٥٩.