وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا).١
أمّا التّأويل وسبب التّنزيل فهو ما ذكره أبو عليّ الطبرسيّ رحمه الله في تفسيره مختصراً، قال : روى العامّ والخاصّ أنّ هذه الآيات ـ من قوله عزّ وجلّ : (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ) ـ إلى قوله ـ (وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا) نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام، وفي جارية لهم تسمّى فضّة، وهو المرويّ عن ابن عبّاس وغيره. والقصّة طويلة، مجملها أنّهم قالوا : مَرِض الحسن والحسين عليهماالسلام، فعادَهما جدُّهما صلىاللهعليهوآله ووجوه العرب، وقالوا لعليّ : يا أبا الحسن، لو نذرتَ على ولديك نذراً، فنذر صوم ثلاثة أيّام إن شفاهما الله سبحانه، ونذرت فاطمة عليهاالسلام مثله، وكذلك فضّة، فبرئا وليس عندهم شيء، فاستقرض عليّ عليهالسلام ثلاثة أصوع من شعير وجاء بها إلى فاطمة عليهاالسلام، فطحنت صاعاً منها فاختبزته، فلمّا صلّى الله عليّ عليهالسلام المغرب قَرَّبته إليه، فأتاهم مسكين ودعا لهم وسألهم فأعطَوه إيّاه ولم يذوقوا إلّا الماء. فلمّا كان اليوم الثاني أخَذَت صاعاً وطحنته واختبزته وقدّمته إلى عليّ عليهالسلام فأتاهم يتيم بالباب يستطعم فأطعموه إيّاه ولم يذوقوا إلّا الماء. فلمّا كان اليوم الثالث عمدت إلى الباقي فطحنته واختبزته وقدّمته إلى عليّ عليهالسلام، فأتاهم أسير يستطعم فأعطوه إيّاه ولم يذوقوا إلّا الماء، فلمّا كان اليوم الرابع وقد قَضَوا نذورهم أتى عليّ عليهالسلام ومعه الحسن والحسين إلى النّبيّ صلىاللهعليهوآله وبهما ضعف، فلمّا رآهم النّبيّ صلىاللهعليهوآله بكى، ونزل جبرئيل عليهالسلام بسورة هل أتى.٢
_______________________
١ ـ سورة الإنسان / ٧ ـ ٨.
٢ ـ مجمع البيان ١٠ / ٤٠٤.