اليعسوب في اللّغة : سيّد النّحل، وفحل النّحل وأميرها.
قال سبط ابن الجوزيّ : ويسمّى عليّ عليهالسلام يعسوباً، لأنّ اليعسوب أمير النّحل وهو أحزمهم، يقف على باب الكوارة ـ الكوارة : شيء يتّخذ للنّحل من القضبان ـ كلّما مرّت به نحلة شمّ فاها، فإن وجد منها رائحة منكرة علم أنّها رعت حشيشةً خبيثة، فيقطعها نصفين ويلقيها على باب الكوارة، ليتأدّب بها غيرُها. وكذا عليّ عليهالسلام يقف على باب الجنّة، فيشمّ أفواه النّاس، فمن وجد منه رائحة بغضه ألقاه في النّار. وقال في الصّحاح : اليعسوب مَلِك النحل، ومنه قيل للسيّد يعسوب، والمؤمنون يتشبّهون بالنّحل، لأنّها تأكل طيّباً وتضع طيّباً.٢
واليعسوب في اللّغة أيضاً رئيس النّحل، ويعتبر هذا التّشبيه ـ من النّاحية الأدبيّة ـ من أبدع التشابيه وأجملها، فالنّحل موجودٌ نافع محبوب، يدرُّ على الإنسان بالخير عبر إنتاج العسل، وقد وصف الله تعالى إنتاجها هذا بقوله عزّ وجلّ : (فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ)، وقد كُتِبت بحوث علميّة حول النّحل ومملكتها. وإذا كان هذا حال أفراد النّحل فما تقول في أميرها ورئيسها؟ فالمؤمنون ـ وهم شيعة عليّ عليهالسلام ـ بمثابة النّحل من عدّة جهات. منها من حيث المحبوبيّة عند الله ورسوله. وعظيم المؤمنين ورئيسهم هو المولى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، ومن هنا قيل لعليّ عليهالسلام أمير النّحل. وقد أشار الشّاعر إلى هذا :
وِلايتي لأمير النحل تكفيني |
|
عند الممات وتغسيلي وتكفيني |
_______________________
١ ـ تذكرة الخواصّ ٥٠٤؛ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٣١؛ المناقب للخوارزميّ ٤٠؛ الهداية الكبرى ٩٣، وفيه : وألقابه عليهالسلام أمير النحل، والنحل هم المؤمنون، ويعسوب الدّين.
٢ ـ تذكرة الخواصّ ٤، ٥.