عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ، أنا مدينة الحكمة وأنت بابها، ولن تُؤتَى المدينة إلّا من قِبل الباب، وكذب من زعم أنّه يحبّني وهو يبغضك، لأنّك منّي وأنا منك، لحمك من لحمي، ودمك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك من سريرتي، وعلانيتك من علانيتي. أنت إمام أمّتي، وخليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك، وشقي من عصاك. وربح من تولّاك، وخسر من عاداك، وفاز من لزمك، وهلك من فارقك.١
وفي حديث ابن عمرو، قال : حضر معاوية بن أبي سفيان الحسن بن عليّ، وعبد الله بن جعفر، وعقيل بن أبي طالب، وعمرو بن العاص ومن الناس وفيهم أبو الطفيل الكِنانيّ، والشاميّون يشيرون إليه ويقولون؛ هذا صاحب عليّ عليهالسلام! إذ قال معاوية : يا أخا كِنانة، مَن أحبّ إليك؟ فبكى أبو الطفيل ثمّ قال : ذاك إمام الأمّة، وقائدها وأشجعها قلباً وأشرفها أبا وجدّاً، وأرحبها ذراعاً، وأكرمها طباعاً.
فقال معاوية الباغي : ـ قبّحه الله ـ يا أبا الطفيل، ما هذا أردنا كلّه! قال : ولا أنا قلت الشّعر من أفعاليه، ثمّ أنشأ يقول :
صِهرُ النّبيِّ بذاك الله أكرمَهُ |
|
إذ اصطفاهُ وذاكَ الصّهرُ مُدَّخرُ |
فقام بالأمر والتقوى أبو حسنٍ |
|
بخ بخ هنا لك فضلٌ ما له خطرُ |
لا يسلم القَرنُ منه إن ألمّ بهِ |
|
ولا يهاب وإن أعداؤه كَثُروا٢ |
ينظر : إمام المؤمنين.
_______________________
١ ـ فرائد السمطين ٢ / ٢٤٣، ينابيع المودّة ١ / ٢٠٢؛ مائة منقبة لابن شاذان ٧٦ رقم ٢٥؛ أمالي الصدوق ٤٣٤.
٢ ـ المناقب للخوارزميّ ٣٣٣؛ روى نظيره أبوالفرج الاصبهاني في : الأغاني ١٥ / ١٤٩.