أمير المؤمنين لقب خاصّ بعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ولا يجوز شرعاً إطلاقه على غيره مهما بلغت رتبته ومقامه، حتّى على سائر الأئمّة من أهل البيت عليهمالسلام، مع العلم أنّ المعنى حاصل فيهم وهم يستحقّونه، لأنّهم خلفاء رسول الله صلىاللهعليهوآله حقّاً.
ووصفُ عليّ عليهالسلام بإمرة المؤمنين إمّا أن يكون وصفاً عدميّاً أو ثبوتيّاً. والأوّل محال، لأنّه نقيض الموصوفيّة، وهي أمر سلبيّ، ونقيض السلب ثبوت، فثبّت أن موصوفيّته بالإمرة وصف ثبوتيّ، وهي صفة واحدة تختصّ به دون غيره؛ لاستحالة قيام الصفة واحدة بمحلّين، فوجب اختصاصه بالإمرة وثبوتها فيه وله دون غيره.٢
وانفرد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من بين الخلائق بتلقيب رسول الله صلىاللهعليهوآله له بأمير المؤمنين، وقد أمر صلىاللهعليهوآله أصحابه بأن يسلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين، وأخبر أنّه لم يكن قبله ولن يكون بعده أمير غيره.٣
وهذا اللّقب خاص بعليّ عليهالسلام بنصٍّ من الله تعالى وما تُصرّح به الأحاديث
_______________________
١ ـ المناقب للخوارزميّ ٤٠؛ أنساب الأشراف ٢ / ٨٩؛ مطالب السؤول ٦٦؛ مجمع الآداب في معجم الأقاب ٢ / ٤٨٦، ٥٠٦؛ العسل المصفّى ٢ / ٤١٤، ٤١٥، وفيه : وأمّا الاسم الّذي هو مكتوب على باب الجنّة فإنّه أمير المؤمنين؛ نهج الإيمان ٤٦١ ـ ٤٧٦؛ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ / ٦؛ إعلام الورى بأعلام الهدى ١٦٠؛ الأصول من الكافي ١ / ٢٩٢؛ تنبيه الغافلين ١٤٦؛ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٣١؛ كشف الغمّة ١ / ٥٩٢، ٥٩٣؛ الهداية الكبرى ٩٣.
٢ ـ نهج الإيمان ٤٧٤.
٣ ـ نهج الإيمان ٤٦٢؛ الإرشاد ١ / ٤٨؛ كشف اليقين ٢٥٠؛ تاج المواليد «مجموعة نفيسة ٨٨».