فليس بأمين١.
والأمانة هي مقام ومنصب سامٍ، بل هي مقام ومنزلة ومنصب خصّ به الرسول صلىاللهعليهوآله، وهو موروث من بعده في أوصيائه عليهالسلام، ويدخل فيه الأمانة على أسرار الأرض وعلم البلايا والمنايا والأنساب ومعرفة الأرض.
قال القاضي الديار بكريّ : كان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يلقّب ببيضة البلد، الأمين، والشريف، والهادي، والمهتدي، وذي الأُذن الواعية.٢
وورد عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام أنّه قال : إنّ محمّداً صلىاللهعليهوآله كان أمين الله في أرضه، فلمّا أن قبض محمّداً صلىاللهعليهوآله كنّا أهل البيت ورثته، فنحن أُمناء الله في أرضه، عندنا علم البلايا، والمنايا، وأنساب العرب، ومولد الإسلام، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق، وإنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم.٣
فهو عليهالسلام وإن عرّف بعض مقامات الأمانة في الأرض، إلّا أنّه ذكر لرسول الله صلىاللهعليهوآله مقاماً أعلى منها وهو الأمانة في الخلق، ولا منافاة بينهما.
وفي رواية أخرى عنه عليهالسلام : إنّ محمّداً كان أمين الله في أرضه، فلمّا قبض محمّداً صلىاللهعليهوآله، وَرِثتُه، ونحن أُمناء الله في أرضه.٤
وكانت العرب تسمّي النّبيّ صلىاللهعليهوآله قبل مبعثه الصّادق الأمين؛ لِما شاهدوه من أمانته وصدقه.٥ بل عُرف بذلك منذ صباه، وهو من ألطاف الله تعالى، فقد روي
_______________________
١ ـ تحف العقول ٣١٦.
٢ ـ تاريخ الخميس ٢ / ٢٧٥.
٣ ـ المجدي في أنساب الطالبيّين ٥١.
٤ ـ بصائر الدرجات ١٣٨ رقم ٢.
٥ ـ الشفا بتعريف حقوق المصطفى ١ / ٢٣٣؛ كشف الغمّة ١ / ١١.