طوعاً بعد عام آخر. فقال النّاس : كيف نرحل يا رسول الله ولمّا يفتح الله علينا ولم تظهر الشوكة للقوم ولم نقاتلهم؟
وكان النّبيّ صلىاللهعليهوآله يكره الخلاف، فقال : لهم أُغدوا اسم الله تعالى للقتال، فبرزوا لقتالهم. وكان أهل الطائف رماة، فلمّا قَرُب أصحاب النّبيّ صلىاللهعليهوآله من الحصن رشقوهم بالنبل، فأصابهم من ذلك الجراح، فلمّا كان من الغد أشار عليهم النّبيّ صلىاللهعليهوآله بالرّحيل، فرأى السرور في وجوههم، فيحتمل عندي ـ والله أعلم ـ أنّ مناجاة النّبيّ صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام في أمر الطائف وذكر قدومهم بالإسلام عليه وأنّه يفتحها صباحاً، فلذلك ترك عليّ عليهالسلام القتال يومئذٍ مع النّاس، فلا وجه لهذه المناجاة في حالة القتال إلّا هذا.١
وعن أبي إسحاق الثعلبيّ قال : قال ابن عمر، كان لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ثلاث، لو كان لي واحدة منهنّ كانت أحبّ إليّ من حُمر النَّعم : تزويجه لفاطمة، وإعطاؤه الراية، وآية النجوىٰ.٢
وقال : الشيخ العطّار :
مصطفىٰ اسرار حقّ از وى شنفت |
|
هم از او بشنود هم با او گفت |
ينظر : إمام الأولياء
ينظر : صاحب اللواء، الأمين.
_______________________
١ ـ كفاية الطالب ٢٩٣، ٢٩٤.
٢ ـ تفسير الثعلبيّ ٩ / ٢٦٢؛ نهج الإيمان ٦٠٣؛ مطالب السؤول / ١٢٦، ١٢٧.